سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٣٨
* (وقال لهم اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) * (1) فركبوا بها وأخذ الماء يتدفق من كل حدب وصوب من الأرض والسماء حتى صار كالجبال * (ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين) * * (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهم الموج فكان من المغرقين) * هذا النص الذي اختلطت فيه مشاعر الأبوة الحنينة مع أهداف الرسالة الكبيرة واختلطت فيه العواطف الأبوية الصادقة لنوح مع الأفكار السماوية الحقة حتى وصل الأمر إلى أن ينادي نوح ربه في ابنه مع عدم علمه بفعله وما أن أبلغه الله تعالى بما يعمل ابنه خضع نوح إلى رسالته وأفكارها السماوية فقال:
* (قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين) * وانتهت القصة باستواء السفينة على الجودي ذلك الجبل الذي بث الحياة في الكون من جديد وهرعت الخلائق من سفينة نوح لتبدأ مسيرة جديدة ودورة حياة جديدة ليسلم نوح في هذه الدورة الرسالة إلى وصي من أوصياء الله وسنتكلم عن الوصية في بحث مستقل لكل أنبياء الله لأنها الخطوة المهمة في حفظ الرسالة وتثبيتها وفي نهاية القصة فلا بد من أن يكون ختامها مسك بحديث عن أبي جعفر (عليه السلام) فالحديث علي بن إبراهيم عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عبد أبي جعفر (عليه السلام)....... إن نوح (عليه السلام) لما انقضت نبوته واستكملت أيامه أوحى الله عز وجل إليه أن يا نوح قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك...
وبشر نوح ساما بهود (عليه السلام)، وكان فيما بين نوح وهود من الأنبياء (عليهم السلام)، وقال نوح إن الله باعث نبيا يقال له هود وأنه يدعو قومه إلى الله عز وجل فيكذبونه والله عز وجل مهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فإن الله عز وجل ينجيه من عذاب الريح.... (2).

(١) هود: ٤١.
(2) فروع ج 8 ص 116 عن ميزان الحكمة ج 9 ص 385 ح / 19291.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»