سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٣٠
* (ما نراك إلا بشرا مثلنا) * الشعوب عادة تبحث عن ميزات وفضائل تنسبها إلى من تتبعه لتبرر اتباعها له، هذه عادة جرت في المجتمعات فكل إنسان عندما يكون مقودا لا بد أن يمتلك المبرر الكافي الذي يجعله تابعا لقائد يمتلك مواصفات خاصة فكيف تعامل نوح (عليه السلام) مع هذه المسألة.
المسألة الثالثة:
* (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي) * المسألة الأخرى أن الشعوب اعتادت على عدم احترام الفقير فهي لا تحترمه ولا تقيم له وزنا بل أكثر من ذلك يستنكفون حتى من معاملته ومعاشرته والتاريخ ملئ بالحوادث الشاهدة على ذلك فما هو الحل.
المسألة الرابعة:
* (وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين) * ما هي الميزة التي تميز بها نوح وأصحابه على الآخرين وما هو الفضل الذي قدمه نوح وأصحابه للآخرين حتى يكون الطرف المقابل مستسلما غير معاند.
جواب المسألة الأولى السياسة المتبعة من قبل نوح (عليه السلام) هي سياسة المكاشفة والاطلاع على الحقائق لا سياسة الشعارات الفارغة والوعود المعلقة من غير إنجاز فهو يواجههم بالواقع لا بالغش والمخاتلة، فهؤلاء عندما واجهوا رسالته وهم القوى الموجود في المجتمع بما يمتلكون من مميزات تجعلهم يتبعون مصالحهم الشخصية ومكاسبهم المادية بأي أسلوب وطريق كان لم يواجههم بنفس الأسلوب كما هو السائد في عالمنا اليوم بل واجههم بأسلوب الأنبياء ومنطق السماء فقال لهم.
* (ويا قوم لا أسئلكم عليه ما لا إن أجري إلا على الله) * (1)

(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»