دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ٣٢
ونسب الأسفراييني (1) إلى المرجئة، القول بأنه لا تنفع مع الكفر طاعة كما لا تضر مع الإيمان معصية. فالمعاصي عند هؤلاء - ان صحت النسبة - لا تزيل صفة الإيمان عن مرتكبها. ومن الواضح أن لازم هذا القول، فتح باب الرجاء أمام العاصي لمغفرة الله وعفوه. وقد يكون هذا هو سبب تسميتهم بالمرجئة أيضا.
ب - زمن ظهور القول بالإرجاء:
وعلى ما ذكرناه، من أن المرجئة كفرقة، كان ظهورها كردة فعل للموقف المتطرف الذي وقفه الخوارج من مرتكب الكبيرة، يتضح أن ظهورها كان في النصف الأول من القرن الأول للهجرة.
وقد ذهب بعض الكتاب المحدثين (2) إلى القول بأن ظهور الإرجاء كفكرة إنما كان في عهد عثمان عندما وقف قسم من المسلمين موقف المحايد بينه وبين الثائرين عليه.
ج - موقف الأمويين من القول بالإرجاء:
ومهما يكن فقد احتضن الأمويون هذه الفرقة. لأنهم رأوا في انتشار فكرتها بالنسبة للعاصي - وهم غارقون في المنكرات والمعاصي كبيرها وصغيرها - سندا لهم في قبال الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة كما مر.

(1) التبصير في الدين ص 60.
(2) راجع كتاب أبو حنيفة للشيخ محمد أبو زهرة.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»