حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ٢٠
هذه الحقيقة هي أول ما ينبغي أن نقف عنده، لا على طريق التقريب بين المذاهب فقط، بل على طريق المطالعة الحرة أيضا، وعلى طريق الدرس والتلقي، أو التحقيق أو التصحيح.
ثم ليس من حقنا أن ننتظر أي فائدة ترجى من وراء هذه الوقفة ما لم يصحبها شرطان متلازمان على طول الطريق وحتى النهاية، وهما:
1 - الجد في التأمل والنظر والمتابعة.
2 - الحياد التام في التعامل مع المفاهيم والأحداث.
وسوف ننتخب لهذا البحث ثلاثة مواضيع، نتناول المصادر الأساسية لكل منها، ونسلط الضوء على جذور النزاع فيها. وسوف نرى في النهاية أن أسباب الخلافات والتباعد بين المسلمين، ومادة تلك الخلافات، هي تلك المجموعة من الأخبار المكذوبة والأحاديث الموضوعة والعقائد الدخيلة التي أفرزتها أيام الصراع السياسي، ثم أخذت تنمو وتنتشر حتى دخلت في صلب عقائد المسلمين.
وهذه المواضيع التي انتخبناها للدرس هنا هي:
1 - التفسير.
2 - الحديث.
3 - التاريخ.
وقبل الدخول في التفاصيل نوجز وجهة النظر التي نتبناها في هذا الموضوع، فنقول:
1 - إن التقريب ثمرة طبيعية للتصحيح، فكما لا يمكننا أن ننتظر ثمرة تنتج بلا شجرة، لا يمكننا كذلك أن ننتظر للتقريب وجودا ومعنى دون أن نقطع أشواطا هامة على طريق التصحيح.
وكما أن جودة الثمرة ورونقها يتوقف على مقدار العناية بالشجرة
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 23 25 26 27 ... » »»