حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي - صائب عبد الحميد - الصفحة ١١٣
ليتحدثوا عن كل ما يفكر فيه كل منهم، أو كل ما يحمله كل منهم عن الآخر من أفكار (1).
4 - إن حرية التفكير حق للجميع، والاجتهاد حق لمن تأهل له، لكن هل يصح أن يتمتع دعاة الفتنة بهذا الحق، فلا يقف أحد بوجه دعوتهم، أو يستنكر عليهم ذلك بما يمتلك من أساليب الاستنكار؟
وإذا كانت مواجهتهم والاستنكار عليهم مطلوبة، فهل من سبيل إلى تنظيم هذه المواجهة؟
فلعل تنظيم هذه المواجهة، إن صحت، سيكون لمسة من لمسات التقريب وأثرا من آثاره..
إن الخطر الكبير الذي يواجه المسلمين اليوم من الداخل هو هذه الدعوات الشيطانية إلى تأجيج النزاع الطائفي خدمة لأعداء الإسلام الذين تكالبوا على الإسلام والمسلمين، بالخصوص في السنوات الأخيرة وبعد انهيار التوازن الدولي. وبدلا من أن يتوجه المسلمون نحو تنظيم قواهم وتوحيد صفوفهم أمام هذا العدوان المتواصل - وهو قادرون على ذلك لو أرادوا - ترى هذه الدعوات التمزيقية تتصاعد وتشتد مع تأزم أوضاع المسلمين وازدياد حاجتهم إلى التآلف.
إنها عملية مشبوهة بلا ريب.. وربما كانت الصحوة الإسلامية الصاعدة هي المستهدف الأول فيها..
ولكنها على أية حال حملة يتصدر قائمة رجالها أسماء كثير من طبقة علماء الدين!!

(1) من مقالة له بعنوان: السيد عبد الحسين شرف الدين الشخصية المتعددة الجوانب / ضمن كتاب: الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين مصلحا ومفكرا وأديبا: 152 - 153.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 107 109 110 111 112 113 114 115 116 » »»