حديث الدار - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٨
لو لم يكن مسند أحمد موجودا بين أيدينا، لو لم ينظر أحد في كتاب مسند أحمد، لأمكن للفضل أن يتفوه بمثل هذه الكلمة ويقول هذا الكلام ويتركه على عواهنه، إذا لم يراجع أحد المسند، أو كان كتاب المسند غير موجود بين أيدينا، ولكن يقتضي أن يكون الإنسان عندما يتكلم يتصور الآخرين يسمعون كلامه، ويلتفت إلى أنهم سيراجعون إلى المصادر التي يحيل إليها، إما إثباتا وإما نفيا، وإلا فمن العيب للإنسان العاقل عندما يريد أن يتكلم يتصور الناس كأنهم لا يسمعون، أو لا يفهمون، أو سوف لا يراجعون إلى تلك المصادر أو الكتب التي يذكرها.
إن هذا الحديث موجود في غير موضع من مسند أحمد بن حنبل والكلمة أيضا موجودة في رواية مسند أحمد، وقد راجعناه نحن، ومسند أحمد بن حنبل موجود الآن بين أيدينا (1).
فالتكلم بهذا الأسلوب، إما أن يكون من التعصب وقلة الحياء، وإما أن يكون من الجهل وعدم الفهم، وإلا فكيف يكذب الإنسان مثل العلامة الحلي الذي هو في مقام الاستدلال على العامة بكتبهم، ينقل عنهم ليستدل بما يروونه، فيلحق كلمة أو كلمات في حديث،

(1) مسند أحمد 1 / 111.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 23 24 25 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست