تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٧
بحفظ الحديث وتدوينه كانوا الرواد له والسابقين إلى ضبطه.
ويقول الأستاذ مصطفى عبد الرازق، عند ذكره لأول من دون الحديث، وعلى أي حال فإن ذلك لا يخلو من دلالة على أن النزوع إلى تدوين الفقه كان أسرع إلى الشيعة، لأن اعتقادهم العصمة في أئمتهم أو ما يشبه العصمة، كان حريا أن يسوقهم إلى الحث على تدوين [الحديث] في أقضيتهم وفتاواهم (1).
والواقع التأريخي يقر بأن الحكام الأمويين منعوا الناس عن التحدث بعلم علي (عليه السلام) خاصة أو نقل فتاواه وأقواله للناس (2).
فقد كان للاضطهاد الأموي لأهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم أثره العميق في منع الناس عن رواية الحديث عنهم، فالتجأ إلى التورية بقولهم: قال أبو زينب، أو قال الشيخ، بدلا من ذكر الرواة والمحدثين اسم علي.

(1) تمهيد لتأريخ الفلسفة الإسلامية: 252.
(2) ابن عساكر، تهذيب التأريخ 3: 407.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»