بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية - السيد محسن الخزازي - ج ١ - الصفحة ١٣١
إضافية مقيسة إلى أفراد أشخاص معينة وأما في نفسها وبالقياس إلى الكل فلا شر أصلا، فاللازم في حكمته هو ايجادها مع كونها خيرا غالبا " (1) إذ ترك ايجاده حينئذ مرجوح، ثم لا يخفى عليك أنه ذهب بعض إلى أن الشر أمر وجودي مستشهدا بقوله تعالى: " كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " (2) وبما ورد عن الإمام الصادق - عليه السلام - في بعض الأدعية ليوم العرفة: " وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير والشر " وبما ورد عنه - عليه السلام - في دعاء آخر وبيدك مقادير الخير والشر وغير ذلك، لأن الذوق والابتلاء والخلق والتقدير لا تناسب الاعدام، اللهم إلا أن يقال في الجواب:
بأن المراد من الشر في أمثال ما ذكر هو الشر القياسي والإضافي لا الشر الحقيقي ومن المعلوم أن الشر القياسي أمر وجودي مقارن للشر الحقيقي الذي هو العدم، والوجود يحتاج إلى الخلق والتقدير وقابل للابتلاء، به ونحوه، فلا ينافي الآية الكريمة والأدعية، لما ذكر من عدمية الشر الحقيقي فافهم.
لا يقال: " إن الإشكال لو كان في خلقة الشرور الحقيقية، لكان الجواب عنه بأنها عدمية، فلا حاجة لها إلى العلة صحيحا، أما إن كان الإشكال في أن الله تعالى لم لم يخلق العالم بحيث يكون مكان الفقدانات وجودات وكمالات، ومكان الشرور خيرات، حتى لا يكون للشرور الإضافية وجود، فالإشكال بالنسبة إلى الشرور الإضافية باق، ولا يكون الجواب المذكور مقنعا عنه.
لأنه يجاب عن ذلك بأن: هذا وهم، إذ لا مجال لوجود العالم المادي بدون التضاد والتزاحم، إذ لازم الطبيعة المادية هو وجود سلسلة من النقصانات والفقدانات والتضاد والتزاحم، لعدم قابلية المادة لكل صورة في جميع الأحوال والشرائط، فالأمر يدور بين أن يوجد العالم المادي المقرون بتلك النقصانات، أو

(١) شرح الإشارات: ج ٣ ص ٣٢٠ - ٣٢٣.
(٢) الأنبياء: ٣٥.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف 5
2 تمهيد 7
3 عقيدتنا في النظر والمعرفة 9
4 بيان طرق المعرفة 12
5 كفاية العلم ولو حصل من التقليد 13
6 عدم كفاية التقليد الذي لا يوجب العلم 14
7 هل تكفي الأدلة السمعية في أصول الاعتقادات 15
8 عقيدتنا في التقليد بالفروع 18
9 عقيدتنا في الاجتهاد 19
10 عقيدتنا في المجتهد 21
11 الفصل الأول: الإلهيات 23
12 عقيدتنا في الله تعالى 25
13 أدلة إثبات المبدأ المتعالي 25
14 الأول: دليل الفطرة 25
15 الفرق بين الفطرة والغريزة 29
16 الثاني: دليل الإمكان 29
17 الثالث: دليل المعلولية 34
18 الرابع: دليل الضرورة والوجوب 35
19 الخامس: دليل الحدوث والتغير 36
20 السادس: دليل النظم والتناسب 37
21 السابع: دليل المحدودية 39
22 الثامن: دليل التدبير والهداية 40
23 بحث في أنواع صفات الله تعالى 42
24 بحث في علم الله تعالى 45
25 بحث في قدرة الله تعالى واختياره 49
26 بحث في توحيد الله تعالى وأقسامه 53
27 حكم المجسمة والمشبهة 58
28 بحث في الرؤية 60
29 عقيدتنا في التوحيد 63
30 معنى الند ونفيه عنه تعالى 63
31 حكم إسناد تدبير الأمر إلى غيره 64
32 وجوب توحيده تعالى في العبادة 66
33 حكم الرياء والمرائي 67
34 زيارة القبور وإقامة المآتم لا تنافي التوحيد 69
35 الحث على زيارة المعصومين (عليهم السلام) 71
36 الحث على إقامة المآتم 72
37 عقيدتنا في صفاته تعالى 74
38 الاختلاف في نسبة الصفات إلى الذات 74
39 كون صفاته عين ذاته 76
40 حكم من اعتقد بزيادة الصفات على الذات 78
41 الصفات الثبوتية وأقسامها 78
42 بيان المراد من القيومية 79
43 الصفات السلبية 80
44 رجوع الصفات السلبية إلى الثبوتية 82
45 سورة التوحيد في نظر العلامة الطباطبائي (قدس سره) 82
46 فساد القول برجوع الثبوتية إلى السلبية 84
47 خطبة أمير المؤمنين في المقام وشرحها 85
48 دفع شبهات 87
49 عقيدتنا بالعدل 96
50 هل العدل صفة فعل أو صفة ذات 97
51 بحث في استحقاق المثوبة والعقاب 98
52 معنى العدل 99
53 هل يجوز عليه تعالى فعل القبيح؟ 101
54 كلمات الأكابر في مسألة التحسين والتقبيح 102
55 الإجابة عن دليل الأشاعرة 108
56 بيان المراد من العقل في المقام 113
57 الفرق بين المشهورات والأوليات 114
58 حسن العدل وقبح الظلم قضية ضرورية 116
59 بيان المراد من الحسن والقبح في المقام 118
60 التوالي الفاسدة على قول الأشاعرة 119
61 استدلال الأشاعرة بقوله تعالى: (انه لا يسأل عما يفعل...) 119
62 الاحتمالات الواردة في معنى الآية 120
63 الآيات الدالة على ثبوت التحسين والتقبيح الفعليين 123
64 بحث حول الشرور والاختلافات 125
65 مذهب الفلاسفة في الشرور 126
66 أقسام الشر 129
67 رأي أرسطو في الشرور 132
68 كلمة الشهيد المطري (رض) في الشرور 133
69 الابتلاء لإعداد الكمال 134
70 عدم منافاة الاختلافات في الخلقة للعدل 136
71 تعليل النقص في المعلولين 137
72 بعض الشرور لمكافأة الكفار وعذابهم 139
73 الحكمة في ابتلاء الكمل 141
74 عقيدتنا في التكليف 143
75 شرائط المكلف 143
76 الوجه في تسمية التكليف وتعريفه 144
77 وجوب الفحص على الجاهل 145
78 هل المؤاخذة على ترك الواقع أم ترك التعلم؟ 147
79 وجوب تكليفه تعالى للعباد من باب اللطف 148
80 بيان معنى الوجوب في المقام 148
81 مسلك أهل الكلام في إثبات اللطف 151
82 هل يرفع اللطف بالعصيان؟ 152
83 عقيدتنا في القضاء والقدر 153
84 إنكار المجبرة للسببية 153
85 الرد عليهم ودفع الشبهة 154
86 المفوضة وعقيدتهم في الأفعال 160
87 الرد عليهم وابطال دليلهم 161
88 الأخبار النافية للتفويض 162
89 عبارة للشيخ الصدوق (ره) ومناقشتها 164
90 المناقشة في عبارة التجريد وشرحه 164
91 اعتقادنا في الأمر بين الأمرين 165
92 الأخبار الواردة في حقيقة الأمر بين الأمرين 166
93 دخول الأعمال الاختيارية في قضائه وقدره 175
94 شرح المحقق الأصفهاني للأمر بين الأمرين 176
95 مناقشة كلام العلامة المجلسي في المقام 176
96 كلام الشهيد المطهري (قدس سره) في المقام 179
97 بحث في معنى القضاء والقدر 180
98 بحث في أنواع القضاء والقدر 182
99 عمومية القضاء والقدر لأفعال العباد 183
100 تأكيد الإيمان بالقضاء والقدر 184
101 النهي عن الغور فيه 185
102 كفاية الاعتقاد الاجمالي به 188
103 عقيدتنا في البداء 190
104 معنى البداء لغة واصطلاحا 190
105 استحالة البداء بالمعنى الاصطلاحي 192
106 كلام العلامة الطباطبائي (قدس سره) في المقام 193
107 الروايات الدالة على إثبات البداء 195
108 المناقشة في خبر عبيد بن زرارة 197
109 فيما لو أخبر الأنبياء على الجزم ثم انكشفه الخلاف 198
110 النسخ في الأحكام وحقيقته 200
111 عقيدتنا في أحكام الدين 202
112 الفصل الثاني: النبوة 207
113 عقيدتنا في النبوة 209
114 معنى النبوة لغة 210
115 معنى النبوة اصطلاحا 211
116 الوحي ومعناه 211
117 الفرق بين النبي والرسول 213
118 تفاوت الرسل في الفضل والمرتبة 213
119 بحث في إمكان النبوة وفائدتها 214
120 فوائد البعثة وغاياتها 216
121 غاية الغايات لإرسال الرسل 221
122 تعيين النبي والرسول بيد الله تعالى 223
123 النبوة لطف 226
124 حاجة الإنسان إلى الرسل والأنبياء 229
125 معنى كون النبوة لطفا ورحمة 230
126 الأدلة على وجوب اللطف ولزومه 231
127 عموميته مقتضى البرهان بجميع الأدوار والأمكنة 233
128 عقيدتنا في معجزة الأنبياء 237
129 الاعجاز لغة واصطلاحا 239
130 شروط المعجز في نظر العلامة الحلي 241
131 الفرق بين المعجزة والسحر والشعبدة 242
132 عدم خروج الاعجاز عن قانون العلية 243
133 هل يلزم تكرار المعجزة أو رؤيتها للتصديق بالنبي؟ 243
134 عدم إنحصار الطريق بالمعجزة 244
135 هل يشترط في المعجزة المناسبة لما اشتهر في العصر؟ 245
136 عدم انحصار معجزة القرآن في البلاغة والفصاحة 245
137 طريق الاستدلال بالمعجز 246
138 الوظيفة في الموارد التي شك في إعجازيتها 246
139 عقيدتنا في عصمة الأنبياء 247
140 حقيقة العصمة لغة واصطلاحا 248
141 مختار الإمامية في العصمة 250
142 الأدلة الدالة على العصمة 250
143 ترك الأولى لا ينافي العصمة 257
144 عقيدتنا في صفات النبي (ص) 259
145 عقيدتنا في الأنبياء وكتبهم 266
146 استلزام انكار نبوتهم لإنكار نبينا 266
147 تحريف التوراة والإنجيل 268
148 عقيدتنا في الإسلام 269
149 عقيدتنا في مشرع الاسلام 274
150 الأدلة الدالة على ختم النبوة به (ص) 275
151 أسئلة مطروحة في المقام والجواب عنها 278
152 الأدلة الدالة على كونه (ص) سيد المرسلين وأفضلهم 282
153 عقيدتنا في القرآن الكريم 285
154 معجزة القرآن في جميع جهاته 285
155 القول بالصرفة والرد عليه 288
156 الأدلة الدالة على حفظ القرآن وبقائه 294
157 طريقة اثبات الإسلام والشرائع السابقة 300
158 تواتر المعجزات عن نبينا (ص) 300
159 بشارات الأنبياء الماضين بنبوته (ص) 304
160 حكم الايمان بالأديان السابقة 306
161 لزوم الرجوع إلى طريقة الامامية الاثني عشرية 309