المنتخب من الصحاح الستة - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٢١
(حدثنا): يحيى بن يحيى التميمي، وأبو جعفر محمد بن الصباح، وعبيد الله القواريري، وسريج بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشون، واللفظ لابن الصباح قال: نا يوسف أبو سلمة الماجشون، قال: ثنا محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي:
" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " قال سعيد،: فأحببت أن أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني به عامر فقال:
إنا سمعته فقال: فوضع أصبعيه على أذنيه فقال: نعم وإلا فاستكتا.
تفرد به مسلم والحديث متفق عليه والسند والمتن لمسلم (2 / 278)

* هذا حديث صحيح بل هو متواتر فقد رواه عن النبي صلى الله عليه وآله جماعة من الصحابة منهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن مسعود وأبو سعيد الخدري وجابر بن سمرة والبراء بن عازب وأنس بن مالك و وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي في الكبرى وأحمد والحاكم وابن أبي شيبة وابن حبان والبزار وأبو يعلى الموصلي وأبو داود الطيالسي وابن أبي عاصم وابن سعد، والخطيب وغيرهم جماعة من أعلام المحدثين.
وفي رواية ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: " أفلا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي " رواه ابن أبي عاصم في " السنة " (٢ / ٥٨٩، ٥٥١) والنسائي في " السنن الكبرى " (٥ / ١١٣) وأحمد في " المسند " (١ / ٣٣١) وأيضا في " فضائل الصحابة " (2 / 582) بمعناه عن ابن عباس مرفوعا " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " صححه الحاكم والذهبي وحسنه بعضهم، وتكلم فيه ابن تيمية في " منهاج السنة " (3 / 8) بقوله: هذا إسناد مرسل (أقول) بل هو مسند، كما رواه أحمد والحاكم وغيرهما مسندا عن ابن عباس، وكلام ابن تيمية في صحته لشدة نصبه وانحرافه عن علي بن أبي طالب وأهل بيته ولا يلتفت إلى كلامه فيه لأنه متعنت ومتعصب في الجرح ومع ذلك أنه ناصبي فلا يسمع قوله في صحة هذا الحديث وفي رواية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فإن المدينة لا تصلح إلا بي وبك " رواه الحاكم (2 / 337) وصححه سنده وضعفه الذهبي بلا حجة فلا عبرة لتضعيفه وهو متعنت فلا يجوز أن يعتمد عليه، كما قاله السبكي في " قاعدة في الجرح والتعديل (ص / 36) وهو مع ذلك تلميذ ابن تيمية، وقال العلامة الطيبي في شرح هذا الحديث أنه متصل بي نازل مني منزلة هارون من موسى، وفيه تشبيه مبهم بينه (إلا أنه لا نبي بعدي) فعرف أن الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة بل من جهة الخلافة (أقول) قوله إن اتصاله ليس من جهة النبوة فبقي الاتصال من جهة الخلافة، أي ثبت لعلي بن أبي طالب جميع المراتب بهارون من موسى واستثنى النبوة ومن حملة منازل هارون من موسى إنه كان خليفة له بقوله تعالى (وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومه) لكنه عليه السلام توفي قبله وعاش علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله فتكون خلافته بعد النبي ثابتة من غير فصل إذ لا موجب لزوالها وفي رواية عمر بن الخطاب أنه رأى رجلا يسب عليا فقال: إني أظنك منافقا سمعت رسول الله يقول: إنما علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " رواه الخطيب
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»