العقائد الإسلامية - مركز المصطفى (ص) - ج ١ - الصفحة ١٠٣
الاطمينان كما وكيفا، شدة وضعفا، سرعة وبطئا، حالا وعلما، وكشفا وعيانا، وإن كان أصل المعرفة فطريا، إما ضروري أو يهتدي إليه بأدنى تنبيه، فلكل طريقة هداه الله عز وجل إليها إن كان من أهل الهداية، والطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق، وهم درجات عند الله، يرفع الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات.
قال بعض المنسوبين إلى العلم: إعلم أن أظهر الموجودات وأجلاها هو الله عز وجل، فكأن هذا يقتضي أن يكون معرفته أول المعارف، وأسبقها إلى الأفهام وأسهلها على العقول، ونرى الأمر بالضد من ذلك، فلا بد من بيان السبب فيه.
وإنما قلنا إن أظهر الموجودات وأجلاها هو الله فمعنى ولولا تفهمه إلا بمثال، هو: أنا إذا رأينا إنسانا يكتب أو يخيط مثلا، فإن كونه حيا من أظهر الموجودات فحياته وعلمه وقدرته للخياطة أجلى عندنا من سائر صفاته الظاهرة والباطنة، إذ صفاته الباطنة كشهوته وغضبه وخلقه وصحته ومرضه، وكل ذلك ولولا نعرفه، وصفاته الظاهرة ولولا نعرف بعضها، وبعضها نشك فيه، كمقدار طوله، واختلاف لون بشرته وغير ذلك من صفاته. أما حياته وقدرته وإرادته وعلمه وكونه حيوانا فإنه جلي عندنا من غير أن يتعلق حس البصر بحياته وقدرته وإرادته، فإن هذه الصفات ولولا تحس بشئ من الحواس الخمس، ثم ولولا يمكن أن يعرف حياته وقدرته وإرادته إلا بخياطته وحركته، فلو نظرنا إلى كل ما في العالم سواء لم نعرف به صفاته، فما عليه إلا دليل واحد، وهو مع ذلك جلي واضح.
ووجود الله وقدرته وعلمه وسائر صفاته يشهد له بالضرورة كل ما نشاهده وندركه بالحواس الظاهرة والباطنة من حجر ومدر، ونبات وشجر، وحيوان وسماء، وأرض وكوكب، وبر وبحر، ونار وهواء، وجوهر وعرض، بل أول شاهد عليه أنفسنا، وأجسامنا وأصنافنا، وتقلب أحوالنا، وتغير قلوبنا، وجميع أطوارنا، في حركاتنا وسكناتنا.
وأظهر الأشياء في علمنا أنفسنا، ثم محسوساتنا بالحواس الخمس، ثم مدركاتنا
(١٠٣)
مفاتيح البحث: الشهادة (3)، السب (1)، الخمس (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الأول: الفطرة والمعرفة الفصل الأول: فطرة السماوات والأرض آيات فطرة السماوات والكون 13
2 انفطار الكون عند القيامة 14
3 تكاد السماوات تتفطر من عظمة الله 15
4 تكاد السماوات تتفطر من الإفتراء على الله 15
5 فطرة الله التي فطر الناس عليها 15
6 الفطرة الأولى والفطرة الثانية 16
7 فطرة الناس على معرفة الله تعالى وتوحيده 16
8 الفطرة حالة استعداد لا تعني الإجبار وسلب الإختيار 18
9 الفطرة والميثاق وعالم الذر 26
10 تذكير الأنبياء بميثاق الفطرة 30
11 كل مولود يولد على الفطرة 32
12 وكل الحيوانات فطرت على معرفة الله تعالى 37
13 التوجه الفطري إلى الله تعالى 37
14 رأي صاحب الميزان في عالم الذر والميثاق 38
15 عوالم وجود الإنسان 63
16 من روايات عالم الأشباح 64
17 من روايات عالم الأظلة 70
18 من روايات عالم طينة الخلق 79
19 من آيات وروايات عالم الملكوت 83
20 من آيات وروايات عالم الخزائن 87
21 الفطرة بمعنى الولادة في الإسلام 93
22 قولهم بأن من ولد في الإسلام فهو من أهل الجنة 94
23 الفطرة والنبوة والشرائع الإلهية 95
24 معنى الفطرة والصبغة 98
25 دور الفطرة في المعرفة والثقافة والحضارة 105
26 بحث في دور الفطرة والنبوة في الحياة الإنسانية 106
27 أمور ورد أنها من الفطرة 113
28 أمور ورد أنها تضر بالفطرة 115
29 تقوية الفطرة وتضعيفها وإساءة استعمالها 116
30 قدوات البشرية في فطرتهم المستقيمة 116
31 آدم عليه السلام فطرة الله تعالى 122
32 إبراهيم عليه السلام إمام الاستقامة على الفطرة 123
33 نبينا رائد العارفين ورائد سعادتنا 127
34 خط الفطرة لم ينقطع من ذرية إبراهيم 131
35 عمار علم الثابتين على الفطرة بعد النبي 134
36 علي عليه السلام إمام الثابتين على الفطرة 136
37 ولاية علي عليه السلام علامة على صحة الفطرة وطيب المولد 144
38 الفصل الثاني: وجوب المعرفة والنظر وجوب معرفة الله تعالى ومنشؤها وجوب معرفة الله تعالى وأنها أساس الدين 149
39 معرفة الله تعالى وتوحيده نصف الدين 151
40 لا تتحقق العبادة إلا بالمعرفة 152
41 فضل معرفة الله تعالى الحث على مجالسة أهل المعرفة 153
42 فضل من مات على المعرفة 154
43 نعمة معرفة حمد الله وشكره 154
44 نعمة معرفة كرم الله وآلائه 154
45 معرفة الله لا تكون إلا بالله ومن الله 155
46 لا يفوز الإنسان بالمعرفة إلا بأذن الله تعالى 156
47 الهداية والاضلال من الله تعالى لكن الإضلال باستحقاق العبد 156
48 دعاء طلب المعرفة من الله تعالى 158
49 وسائل معرفة الله أداة معرفة الله تعالى: العقل 159
50 لا يحاسب الله الناس إلا على قدر معرفتهم وما بين لهم 163
51 من أسباب المعرفة وآثارها ما يورث المعرفة 166
52 ما تورثه المعرفة 166
53 ما يفسد المعرفة ويطفئ نورها 166
54 خطر ضلال الأمم بعد المعرفة كان نبينا يخاف على أمته الضلال بعد المعرفة 167
55 وضع المعرفة في بني إسرائيل بعد موسى 167
56 اتهامهم نبيهم موسى بأنه لم يعرف الله تعالى 169
57 بولس يصف فساد الناس في عصره وبعدهم عن المعرفة 170
58 متى اخترع المسيحيون التثليث بعد التوحيد 171
59 متى تجب المعرفة على الإنسان في أي سن يجب التفكير والمعرفة 173
60 حكم الإنسان في مرحلة التفكير والبحث 176
61 تجب المعرفة بالتفكير ولا يصح فيها التقليد 178
62 المعرفة والعمل اشتراط كل منهما بالآخر 190
63 أفضل الأعمال بعد معرفة العقائد 197
64 أقل ما يجب وأقصى ما يمكن من المعرفة 198
65 لا تتوقف المعرفة على علم الكلام 214
66 يكفي الدليل الاجمالي في المعرفة 217
67 العجز عن معرفة ذات الله تعالى 223
68 النهي عن الفضولية في معرفة الله تعالى 226
69 أنواع من المعرفة والعارفين المعرفة الحقيقية والمعرفة الشكلية 227
70 تحير المتصوفة في دور العقل في المعرفة 228
71 تحيرهم في الفرق بين العلم والمعرفة 229
72 تصوراتهم عن العارف بالله تعالى 230
73 المؤلفة قلوبهم بالمال لكي يعرفوا 232
74 دعوة العدو في الجهاد إلى معرفة الله تعالى 232
75 معرفة أهل الآخرة بديهية لا كسبية 233
76 بحث للشيخ الطوسي في تعريف الايمان والكفر 234
77 بحث للشهيد الثاني في تعريف الايمان والكفر 236
78 هل يمكن أن يصير المؤمن كافرا 247
79 هل تزول المعرفة والايمان بإنكار الضروري؟ 249
80 هل أن الكافر يعرف الله تعالى؟ 253
81 بحث في معرفة الله تعالى عن طريق معرفة النفس 256
82 الموقف الفقهي من الدعوة إلى معرفة الله تعالى عن طريق معرفة النفس 275
83 معرفة النبي والأئمة صلى الله عليه وعليهم يجب على كل الناس معرفة النبي صلى الله عليه وآله 278
84 يعرف النبي بالمعجزة والإمام بالنص والمعجزة 281
85 وتجب معرفة الأئمة لان الله تعالى فرض طاعتهم 282
86 وتجب معرفتهم لان الله تعالى فرض مودتهم 288
87 وتجب معرفتهم لان الله تعالى فرض الصلاة عليهم 292
88 وتجب معرفتهم لأنهم أهل الذكر الذين أمرنا الله بسؤالهم 303
89 وتجب معرفتهم لان الأعمال لا تقبل إلا بولايتهم 306
90 وتجب معرفتهم لأنهم محال معرفة الله تعالى 312
91 وتجب معرفتهم لأنها طريق معرفة الله تعالى 313
92 وتجب معرفتهم لحديث: من مات ولم يعرف إمام زمانه 313
93 صيغ الحديث في مصادر مذهب أهل البيت 314
94 تفسير الحديث في مذهب أهل البيت عليهم السلام 321
95 تفسير الشيعة الزيدية للحديث 329
96 الفرق بين صيغ الحديث في مصادرنا ومصادر إخواننا 330
97 روايات إخواننا التي ورد فيها لفظ إمام 332
98 رواياتهم التي فيها لفظ طاعة 334
99 رواياتهم التي توجب طاعة الحاكم الجائر 335
100 مدرسة البخاري في تفسير هذا الحديث 336
101 عبد الله بن عمر يطبق تفسير إخواننا للحديث 337
102 وامتنع عبد الله بن عمر عن بيعة علي، ثم ندم 340
103 ثم كانت علاقاته حسنة مع بني أمية ومع الثائرين عليهم 341
104 وروت مصادر الشيعة احتياطا غريبا له في تطبيق الحديث 342
105 ولم يزد أحد على عبد الله في تطبيق الحديث إلا أبو سعيد الخدري 342
106 تحير إخواننا السنة في هذا الحديث قديما وحديثا 343
107 معرفة الإمام هي الحكمة 345
108 لا يمكن للناس معرفة الإمام المعصوم ليختاروه 345
109 معنى: أعرف الإمام ثم اعمل ما شئت 346
110 بعلي عرف المؤمنون بعد النبي صلى الله عليه وآله 347
111 معرفة الآخرة والمعاد والحساب 348