الشورى والنص - مركز الرسالة - الصفحة ٢٥
بباله صلى الله عليه وآله وسلم لا سيما في ما يفعل من أمور الدنيا، ولذلك قال:
أنتم أعلم بأمور دنياكم (1)!
لكن هذا وجه مردود من أول نظرة، حتى على فرض صحة الحديث أنتم أعلم بأمور دنياكم..
ذلك أن هذا كان في واقعة محددة، هي قضية تأبير النخل في عام من الأعوام، وقضية مثل هذه لا تدخل في شؤون النبوة ولا في شؤون القيادة السياسة والاجتماعية، فلم يكن قائد من قواد الأمم مسؤولا عن نظام تأبير النخل! أو عن إصلاح شؤون بيوت الناس من ترتيب أثاثها وترميم قديمها! أو كيفية خياطة الثياب! أو طريقة رصف السلع في الأسواق!
هذه هي أمور دنيا الناس التي يباشرونها بأذواقهم وبخبراتهم الخاصة الخاضعة لظروفها الزمانية والمكانية.
أما أن يقال إن من الناس من هو أعلم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشؤون سياسة الدولة، وأقدر منه على تقدير مصالحها وحفظها، فهذا من الفكر الشاذ الذي لا يستقيم ومبادئ الإسلام.
فمن المستنكر جدا أن يستفاد من حديث أنتم أعلم بأمور دنياكم أنهم أعلم منه بسياسة البلاد وبتخطيط النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية!
إنه لا يتجاوز في معانيه تلك الأمثلة المتقدمة في شؤون الناس الخاصة التي يتعاهدونها بأنفسهم، وليس القائد - نبيا أو غيره - بمسؤول عن

(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المركز 5
2 تمهيد 9
3 الشورى 13
4 الشورى بين الكتاب والسنة 15
5 النص الأول 15
6 النص الثاني 16
7 موضوع الشورى وأهدافها 17
8 البعد الأول للشورى 19
9 البعد الثاني 26
10 النص الثالث 27
11 شورى الحاكم أيضا 29
12 الشورى في التاريخ والفقه السياسي 31
13 أول ظهور لمبدأ الشورى 31
14 الشورى في إطارها النظري 35
15 الشورى أم السيف 39
16 مصير شروط الإمامة 41
17 التبرير 43
18 صورتان: الصورة الأولى مذهب عظماء السلف 46
19 الصورة الثانية: الخارج المأجور 48
20 النص 51
21 ضرورة النص بين الخليفة والنبي 53
22 إقرار بقدر من النص 56
23 وقفة مع هذا النص 58
24 ضرورة التخصيص في النص 60
25 نوعان من التخصيص 62
26 تخصيص السلب 63
27 تخصيص الايجاب 63
28 نتيجة البحث 64
29 الرجوع إلى النصوص المباشرة في تعيين الخليفة 67
30 الاتجاه الأول: النصوص الدالة على خلافة أبي بكر 69
31 أولا: نصوص من السنة 69
32 النص الأول 69
33 الإثارة الأولى 69
34 الإثارة الثانية 71
35 الإثارة الثالثة 71
36 الإثارة الرابعة 71
37 الإثارة الخامسة 72
38 الإثارة السادسة 74
39 نصوص أخر 75
40 ثانيا: نصوص من القرآن الكريم 83
41 الاتجاه الثاني: النصوص الصحيحة الحاكمة 91
42 الخطاب الجامع مفترق الطريق 99
43 أهل البيت أولا 104
44 سلوك النبي في ابلاغ إمامة علي 107
45 الصحابة والمعرفة بالتعيين 112
46 النص في حديث علي 119
47 في حقه خاصة 120
48 في أهل البيت 124
49 الخاتمة 129