الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره - مركز الرسالة - الصفحة ٨٠
وشرطه، وتوجه بقلبه إلى الله تعالى منقطعا عن جميع الأسباب، والاستجابة إما عاجلة في دار الدنيا، أو آجلة في الآخرة، وإذا تأخرت الاستجابة فلمصالح لا يعلمها إلا عالم السر وأخفى، وتأخيرها يصب في صالح الداعي، فعليه أن لا يقنط من رحمة ربه، ولا يستبطئ الإجابة فيمل الدعاء.
دعوات مستجابة:
فيما يلي بعض الدعوات التي أكدت النصوص الإسلامية على استجابتها وتأثيرها في استجابة الدعاء:
أولا: الدعاء للمؤمنين:
ويعتبر من أهم مطالب الدعاء، وذلك لأنه يعكس إيثار المؤمن وإخلاصه وعمق ارتباطه بإخوته المؤمنين على امتداد الزمان والمكان، وهو على نوعين:
1 - دعاء عام يشمل جميع المؤمنين الحاضرين منهم أو الذين سبقوا بالإيمان، وهو من أهم أنواع الدعاء، لأنه دعاء يحبه الله تعالى ويستجيب لصاحبه، لذلك وردت الروايات الكثيرة التي تشيد بفضله وعمق آثاره على الداعي والمدعو له.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما من مؤمن أو مؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة إلا وهم شفعاء لمن يقول في دعائه: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، وإن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب، فيقول المؤمنون والمؤمنات: يا ربنا، هذا الذين كان يدعو لنا فشفعنا فيه،
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»