الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره - مركز الرسالة - الصفحة ٧٤
شئ قدير).
قال: فقلت: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي.. فقال (عليه السلام): (يا هذا، لا شك في أن الله يحيي ويميت، ويميت ويحيي، ولكن قل كما أقول) (1).
وعلى الداعي أن يختار من الأدعية المأثورة ما يناسب حاله وحاجته، فبعض الأدعية تناسب حالة الخوف، وبعضها حالة الرجاء، وبعضها للبلاء، وبعضها للرخاء، إلى غير ذلك من الأحوال المختلفة التي ترد على الإنسان، فعليه أن يقرأ في كل حالة ما يناسبها من الأدعية المأثورة مترسلا وكأنها من إنشائه، ويدعو بلسان الذلة والخشوع لا بلسان التشدق والاستعلاء مع التدبر في معانيها والتضرع فيها.
6 - اجتماع المؤمنين للدعاء:
ومن الأسباب المؤدية لاستجابة الدعاء اجتماع المؤمنين بين يدي ربهم في دعائهم وتضرعهم إليه، فما اجتمع المؤمنون في موطن لله فيه رضا إلا لبى نداءهم، وأنزل رحمته عليهم، وشملهم بمغفرته ورضوانه.
روي أن الله تعالى أوحى إلى عيسى (عليه السلام): (يا عيسى، تقرب إلى المؤمنين، ومرهم أن يدعوني معك) (2).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من رهط أربعين رجلا اجتمعوا فدعوا الله عز وجل في أمر إلا استجاب الله لهم، فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون

(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»