التوحيد والشرك في القرآن - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٢٦
آلهتنا لشاعر مجنون) (الصافات: 35 - 36).
فهل يصح لنا أن نجعل، المقسمين، بخيرة خلق الله، من هؤلاء الذين وصفهم الله سبحانه في الآيات السابقة.
فإذا تبين أن الإقسام بأحد على الله ليس بشرك، في ميزان القرآن الكريم، فلنعرض المسألة على الأحاديث الشريفة.
فلقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه علم أعمى أن يقول:
" اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة " (1) كما أنه روى أبو سعيد الخدري عن النبي أنه كان يقول:
" اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا " (2) يبقى أن نعرف أنهم يعترضون على هذا الأمر بأنه ليس لأحد حق على الله، فيقولون: إن المسألة بحق المخلوق لا يجوز لأنه لا حق للمخلوق على الخالق.
والجواب: هو أن هذا صحيح إلا إذا جعل الخالق حقا للغير على نفسه وقد فعل ذلك إذ قال:
(وكان حقا علينا نصر المؤمنين) (الروم - 47).
وقال:
(وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل) (التوبة - 111).
وقال: (كذلك حقا علينا ننج المؤمنين) (يونس - 103).
وقال:
(إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة) (النساء - 17).

(١) سنن ابن ماجة: ١ / ٤٤١، مسند أحمد: ٤ / ١٣٨ وغيرهما.
(٢) سنن ابن ماجة: ١ / 262 و 261، مسند أحمد: 3 / 2.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 » »»