الاعتصام بالكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٠٣
قانون ثابت لا يتغير، فالمقصد الأسنى لمشرع الإسلام، إنما هو صيانة سيادته من خطر أعدائه وأضرارهم ولأجل ذلك أوجب عليهم تحصيل قوة ضاربة ضد الأعداء، وإعداد جيش عارم جرار، تجاه الأعداء كما يقول سبحانه: * (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) * (الأنفال / 60) فهذا هو الأصل الثابت في الإسلام الذي يؤيده العقل والفطرة، أما كيفية الدفاع وتكتيكه ونوع السلاح، أو لزوم الخدمة العسكرية وعدمه، فكلها موكولة إلى مقتضيات الزمان، تتغير بتغيره، ولكن في إطار القوانين العامة فليس هناك في الإسلام أصل ثابت، حتى مسألة لزوم التجنيد الإجباري، الذي أصبح من الأمور الأصلية في غالب البلاد.
وما نرى في الكتب الفقهية من تبويب باب أو وضع كتاب خاص، لأحكام السبق والرماية، وغيرها من أنواع الفروسية التي كانت متعارفة في الأزمنة الغابرة، ونقل أحاديث في ذلك الباب، عن الرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " وأئمة الإسلام فليست أحكامها أصلية ثابتة في الإسلام، دعا إليها الشارع بصورة أساسية ثابتة، بل كانت هي نوع تطبيق لذلك الحكم، والغرض منه، تحصيل القوة الكافية تجاه العدو في تلك العصور، وأما الأحكام التي ينبغي أن تطبق في العصر الحاضر، فإنه تفرضها مقتضيات العصر نفسه (1).

١ - قال المحقق في الشرائع: ١٥٢: وفائدة السبق والرماية: بعث النفس على الاستعداد للقتال والهداية لممارسة النضال وهي معاملة صحيحة. وقال الشهيد الثاني: في المسالك في شرح عبارة المحقق: لا خلاف بين المسلمين في شرعية هذا العقد، بل أمر به النبي في عدة مواطن لما فيه من الفائدة المذكورة وهي من أهم الفوائد الدينية لما يحصل بها من غلبة العدو في الجهاد لأعداء الله تعالى. الذي هو أعظم أركان الإسلام ولهذه الفائدة يخرج عن اللهو واللعب المنهى عن المعاملة عليهما.
فإذا كانت الغاية من تشريعها الاستعداد للقتال والتدرب للجهاد، فلا يفرق عندئذ بين الدارج في زمن النبي وغيره أخذا بالملاك المتيقن.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المسألة الا ولى: 9
2 مسح الرجلين أو غسلهما في الوضوء 9
3 المسألة الثانية: 25
4 التثويب في أذان صلاة الفجر 25
5 المقام الأول: كيفية تشريع الأذان ودراسة تاريخه: 27
6 روايات حول كيفية تشريع الأذان: 31
7 هذه الروايات لا تصلح للاحتجاج: 34
8 المقام الثاني: ما هو السبب لدخول التثويب في أذان صلاة الفجر 48
9 وما رواه الدارقطني فعلى أقسام: 53
10 ما رواه الدارمي: 54
11 حصيلة الروايات: 55
12 تصريح أعلام الأمة على كونها بدعة: 56
13 المسألة الثالثة: 61
14 وضع اليد اليمنى على اليسرى 61
15 في القراءة 61
16 ألف: حديث سهل بن سعد: 65
17 ب - حديث وائل بن حجر: 67
18 المسألة الرابعة: 71
19 السجود على الأرض 71
20 1 - اختلاف الفقهاء في شرائط المسجود عليه: 72
21 2 - الفرق بين المسجود له والمسجود عليه: 75
22 3 - السنة في السجود في عصر الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " 76
23 وبعده: 76
24 ليست هذه أول قارورة كسرت في الإسلام: 89
25 المسألة الخامسة: 91
26 الخمس في الأرباح والمكاسب 91
27 الأول: الغنيمة مطلق ما يفوز به الانسان: 92
28 الثاني: المورد لا يخصص: 94
29 تفسير ألفاظ الأحاديث: 97
30 مواضع الخمس في الكتاب: 106
31 مواضع الخمس في السنة: 107
32 المسألة السادسة: 115
33 الزواج المؤقت 115
34 نحن والدكتور محمد فتحي الدريني: 131
35 زلة لا تستقال: 162
36 المسألة السابعة: 165
37 الاشهاد على الطلاق 165
38 المسألة الثامنة: 175
39 الطلاق ثلاثا دفعة أو دفعات 175
40 في مجلس واحد 175
41 الاستدلال على بطلان الطلاق ثلاثا: 184
42 أولا: الاستدلال عن طريق الكتاب: 185
43 الاجتهاد مقابل النص: 192
44 تغير الأحكام بالمصالح: 199
45 تغير الأحكام حسب مقتضيات الزمان: 201
46 جزاء الانحراف عن الطريق المهيع: 206
47 المسألة التاسعة: 211
48 الحلف بالطلاق 211
49 الكلام في الطلاق المعلق: 220
50 الطلاق المعلق باطل نصا واجماعا: 221
51 المسألة العاشرة: 225
52 الطلاق في الحيض والنفاس 225
53 الاستدلال بالكتاب: 227
54 الاستدلال بالسنة: 229
55 معالجة الصور المتعارضة: 233
56 المسألة الحادية عشرة: 237
57 الوصية للوارث إذا لم تتجاوز الثلث 237
58 1 - آية الوصية منسوخة بآية المواريث: 240
59 2 - آية الوصية منسوخة بالسنة: 245
60 ملاحظات على نسخ الآية بالسنة: 257
61 المسألة الثانية عشرة: 261
62 ارث المسلم من الكافر 261
63 المسألة الثالثة عشرة: 265
64 التوريث بالعصبة 265
65 دراسة أدلة نفاة العصبة: 272
66 دراسة أدلة المخالف: 282
67 الرواية الثانية: 290
68 الرواية الثالثة: 292
69 مضاعفات القول بالتعصيب: 293
70 المسألة الرابعة عشرة: 295
71 حكم الفرائض إذا عالت 295
72 أدلة القائلين بالعول: 299
73 أدلة القائلين ببطلان العول: 303
74 ما هي الحلول لهذه المشكلة: 305
75 ما الفرق بين البنت وكلالة الا م: 308
76 بقيت هنا نكات نذكرها: 312
77 المسألة الخامسة عشرة: 315
78 التقية: 315
79 مفهومها: 316
80 غايتها: 317
81 دليلها في القرآن والسنة: 319
82 الآية الا ولى: 320
83 الآية الثانية: 322
84 اتقاء المسلم من المسلم في ظروف خاصة: 326
85 الظروف العصيبة التي مرت بها الشيعة: 328
86 بيان معاوية إلى عماله: 329
87 حدها: 335
88 التقية المحرمة: 336
89 خاتمة المطاف 341
90 مصادر التشريع عند الشيعة الإمامية 341
91 أحاديث أئمة أهل البيت 341
92 أئمة الشيعة أوصياء الرسول: 341
93 الأول: الشيعة وحجية أقوال العترة الطاهرة: 344
94 الثاني: عصمة الأئمة الاثني عشر: 356
95 عصمة الإمام في الكتاب: 360