الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٥
الله وأكرم أمه وأباه فكان تكريما لفرعي هاشم الذي اتخذ منه الطفل عن فاطمة وعن أبي طالب حفيدي الأصل الثابت الكريم. وأقبل القوم حين انتهوا - يستتبعون إلى السيدة، يعاونونها ويأخذون بيدها، ويملأون الأبصار بطلعة ذلك الذي كان بيت الله مولده وستر الكعبة ثوبه كأنما أوسع له بالشرف باجتماعه في كلا المولد والمحتد. وهم لو استطاعوا أن يسبقوا أزمانهم كما تأخرت أنت إليه لرأوه أيضا يجتمع له نفس هذا الشرف حين يقبل عليه الموت فيلقاه في بيت الله يهم أن يقوم بالصلاة.
حتى قال: " وبدأت عند هذا حياة الرجل الذي ساير أخطر الأحداث في هذه الدنيا، وعاشر أطهر الخلق، وسيد النبيين، واحتمل نصيبه في عبء كبير ألقاه الله على مختاره الأمين، الذي خصه بوحيه ورسالته الإلهية لهداية العالم.
وعاش علي عمره لغيره في المثل وفي الرجال فكان في صباه القريب المفتدي، وفي شبابه الصديق المقتدي للنبي الكريم وبين هذا وذاك من أطوار العمر، وما جاء في أعقابها من فترات، التزم غايات الكمال في الفعال والخلال.
فما انطوى بعد أجله ومضى عن الدنيا وعنه هاديه، كان المعقب له وقد ذهب العقب وأجل من أخذ عنه فأجاد وركب جادته فما حاد ".
وقد نقل الطبري في التفسير الكبير، وابن عساكر في تاريخه عند ترجمته أحوال علي بن أبي طالب، ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي خلال الباب 62 من كفاية الطالب، والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء والشيخ سليمان البلخي الحنفي ص 238 في ينابيع المودة طبع إسطنبول في الباب 56 الحديث 52 عن ذخائر العقبى لإمام الحرم الشريف أحمد بن عبد الله الطبري الشافعي والجميع مسند عن أبي هريرة مع اختلاف بسيط في الألفاظ نقلا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:
" مكتوب على ساق العرش لا إله إلا الله وحده لا شريك له ومحمد عبدي
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»