الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٨٧
ولندع (خبابا) يروى لنا النبأ بكلماته الحلوة، قال:
(شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة، فقلنا: يا رسول الله، إلا تستنصر لنا؟
فجلس صلى الله عليه وآله وسلم وقد احمر وجهه، وقال:
" قد كان من قبلكم يؤخذ منهم الرجل، فيحفر له في الأرض، ثم يجاء بالمنشار، فيجعل فوق رأسه، ما يصرفه ذلك عن دينه... ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه، ما يصرفه ذلك عن دينه ".
وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من (صنعاء) إلى (حضر موت) لا يخشى إلا الله عز وجل، والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون...).
سمع خباب ورفاقه هذه الكلمات، فازداد إيمانهم وإصرارهم وقرروا أن يرى كل منهم ربه ورسوله ما يحبان من تصميم وصبر وتضحية.
وخاض (خباب) معركة الهول صابرا، صامدا، محتسبا، واستنجد القرشيون ب‍ (أم أنمار) سيدة خباب التي كان عبدا لها قبل أن تعتقه، فأقبلت واشتركت في حملة تعذيبه.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست