الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ١٤
وفي الآونة الأخيرة حفرت آبار عميقة في صحراء طوس مما أدى إلى جفاف بعض الأنهر الصغيرة. ومن جبل في شمالي صحراء طوس تجري مياه ثلاثة أنهر جبلية وتنحدر نحو طوس. وهي: نهر رادكان ونهر بغدج ونهر الذرخ. ويوجد في الجبل الجنوبي عدد أكثر.
ولا تزال في صحراء طوس بقايا أثرية لكل من الغزنويين والسلاجقة والمغول وأحفاد تيمور والصفريين والأفشاريين.
وقد خلدت شهرت طوس بدفن الإمام علي الرضا عليه السلام في بداية القرن الثالث الهجري في سناآباد منها. وقد أكسبها ما قيل فيها من الشعر بالعربية والفارسية مدحا ورثاء بالإمام صيتا وبعدا. وهي مدينة كبيرة عريقة في التاريخ يناهز عمرها الألف السنة، تجمع بين دقة الفن المعماري الإسلامي القديم من المساجد الفخمة والقباب المذهبة المزينة بالقاشاني الثمين، وبراعة الهندسة الحديثة من الشوارع المتسعة والمباني الشاهقة ومعالم المدنية الحاضرة.
إن طابران التي مر ذكرها تقع اليوم على بعد نحو عشرين ميلا من مدينة مشهد وفيها قبر الشاعر أبي القاسم الفردوسي.
ونوغان: هي اليوم جزء من مدينة مشهد وأما سنا آباد فكانت ضيعة وبستانا لحميد بن قحطبة الذي كان واليا لخراسان في أوائل الخلافة العباسية. وفي سنة 192 ه‍ كان رافع بن ليث بن نصر بن سيار قد ثار في مرو وما وراء النهر، فمضى هارون الرشيد بنفسه إلى خراسان لإخماد الثورة وكان برفقته ولده عبد الله المأمون، فمرض في الطريق ولما وصل طوس اشتد عليه المرض وتوفي فيها سنة 193 ه‍ ودفن في دار حميد بن قحطبة بسنا آباد، فأمر المأمون ببناء بقعة ومقبرة على قبر أبيه هارون.
وفي طريق عودة الرضا والمأمون من مرو إلى بغداد توفي الإمام الرضا عليه السلام في طوس فأمر المأمون أن يدفن في الجهة الغربية من قبر أبيه داخل البقعة المدفون فيها أبوه. فسميت هذه البقعة منذ ذلك الوقت بمشهد الرضا
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»