آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٣١١
استكمال الصورة الصحيحة عن قبائل قريش وحسدها للنبي وأهل بيته الطاهرين، صلى الله عليه وعليهم.
الحسد القديم وحلف لعقة الدم كانت الجزيرة العربية مجتمعات قبلية، ولم تكن فيها حكومة مركزية، بل معظم مناطقها تحكمها القبائل.. وكانت الصراعات والحروب، والتحالفات القبلية أمرا شائعا بين قبائلها، ومنها قبائل قريش.
ومن أهم الأحلاف القرشية التي سجلتها مصادر التاريخ، حلف الفضول الذي دعا إليه عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله، وسموه حلف المطيبين، لأنهم أكدوا تحالفهم بغمس أيديهم في جفنة طيب صنعتها لهم بنت عبد المطلب.
وكانت أهم مبادئ هذا الحلف: أن يحموا الكعبة الشريفة ممن يريد بها شرا، ويمنعوا الظلم فيها، وينصروا المظلوم حتى يصل إلى حقه. وهو الحلف الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وآله، وكان عمره الشريف نحو عشرين سنة..
بل تدل بعض الأحاديث على أنه صلى الله عليه وآله أمضاه بعد بعثته، كما في مسند أحمد : 1 / 190، قال: شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي حمر النعم ... وصححه الحاكم: 2 / 220.
وكان هذا الحلف جوابا لحلف مضاد، دعا إليه بنو عبد الدار، فأجابتهم بعض قبائل قريش ، وعرف حلفهم باسم (لعقة الدم) لأنهم ذبحوا بقرة، وأكدوا تحالفهم بأن يلعق ممثل القبيلة لعقة من دمها!
وقد اختلفت النصوص في سبب الحلفين ووقتهما، فذكر بعضها أنه عند بناء الكعبة بسبب اختلافهم على القبيلة التي تفوز بشرف وضع الحجر الأسود في موضعه. وذكر بعضها أنه كان بسبب شكاية بائع مظلوم، اشترى منه قرشي بضاعة، وأراد أن يأكل عليه ثمنها..
والأرجح ما ذكره ابن واضح اليعقوبي من أن بني عبد الدار حسدوا عبد المطلب، فدعوا إلى حلف لعقة الدم، فدعا عبد المطلب في مقابلهم إلى حلف المطيبين. قال اليعقوبي في تاريخه : 1 / 248:
(ولما رأت قريش أن عبد المطلب قد حاز الفخر، طلبت أن يحالف بعضها بعضا ليعزوا، وكان
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»