آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ٢٢
من قوله بمنى أن حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
أيها الناس: اسمعوا قولي واعقلوه عني، فإني لا أدري لا ألقاكم بعد عامي هذا. ثم قال : هل تعلمون أي يوم أعظم حرمة؟
قال الناس: هذا اليوم.
قال: فأي شهر؟
قال الناس: هذا.
قال: وأي بلد أعظم حرمة؟
قالوا: بلدنا هذا.
قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم. ألا هل بلغت أيها الناس؟ قالوا:
نعم.
قال: اللهم اشهد.
ثم قال: ألا وكل مأثرة أو بدعة كانت في الجاهلية، أو دم أو مال، فهو تحت قدمي هاتين ، ليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى.
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم.
قال: اللهم اشهد.
ثم قال: ألا وكل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع، وأول موضوع منه ربا العباس بن عبد المطلب. ألا وكل دم كان في الجاهلية فهو موضوع، وأول موضوع دم ربيعة.
ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم.
قال: اللهم اشهد.
ثم قال: ألا وإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم ، ألا وإنه إذا أطيع فقد عبد!
ألا أيها الناس: إن المسلم أخو المسلم حقا، لا يحل لامرئ مسلم دم امرئ مسلم وماله إلا ما أعطاه بطيبة نفس منه. وإني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»