أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ٨٧
بتعريف أنفسهم لذلك فقد علم النسب مصداقيته كعلم ضروري طيلة القرون الثلاثة الأولى ولما آن للعباسيين الأوان في احتواء العلويين بخطة شيطانية جديدة، أمروا بتشكيل النقابات وفتحوا بذلك نافذة لأهل القلم بتدوين أسماء الطالبيين.
أن التاريخ يخبرنا عن امتناع الكثير من العلويين إبراز أنفسهم حتى في عصر الدواوين لما أدركوه من أسرار السياسة والساسة ثم إن هذا العلم لم يكن بأهمية العلوم الأخرى لينفر من كل فرقة طائفة تتعب نفسها في تعليم مسائلها وإنما كانت مقتصرة عفويا على أناس في الفترات والأصقاع كما هو الشأن اليوم إذ نجد في كل قبيلة فردا يعدد قدر علمه أسماء المنتمين وآبائهم وأبنائهم وربما خفي عليه الكثير لأسباب متعددة وقد يأخذ الابن بعض ما عند الأب أو يأخذه غيره من أفراد العشيرة لكن تطاول الزمان بين النساب وبين الماضين يوقع الخلط ويسدل ستار النسيان أحيانا وهو أمر عادي بالنسبة لمن يعتمد على الحفظ دون الكتابة ولا يختلف الأمر في هذا بين حفاظ النسب في زمان ما قبل التدوين واليوم. ولو لاحظنا الفترة الزمنية الفاصلة بين أيام الإمام الباقر (ع) وزمن التدوين لعلمنا بأن هذه الفترة كافية لضياع الكثير منها، مهما بلغ شيوخ الحفظ ضبطا ونباهة مع اليقين بقلة المتصدين لمثل هذا الموضوع في حق العلويين على أقل تقدير، وفي تلك الفترة العصيبة التي لم يسلم فيها المتهم بحبهم فضلا عن المتقرب إليهم المتتبع لإخبارهم.
إن ملاحقة السلطات لشيبهم وشبابهم دعت الكثير منهم إلى التغرب عن الديار حيث لا رجعة، والاختفاء في مخابئ بعيدة لا
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»