شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٣٢ - الصفحة ٥١
الكتب العلمية - بيروت سنة 1406) قال:
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: أدخلت لساني في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كل باب ألف باب، وقال: لو وضعت لي وسادة وجلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم ولأهل القرآن بقرآنهم.
ومنهم العلامة حسام الدين المردي في " آل محمد " (ص 44) قال:
قال علي: العلم نقطة كثرها الجاهلون، والألف واحدة عرفها الراسخون، والياء مدة قطعها العارفون، والجيم حضرة تأهلها الواصلون، والدال درجة قدسها الصادقون.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 40 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعنه [علي عليه السلام] قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: قل: ربي الله ثم استقم، فقلت: ربي الله وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، فقال: ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا. أخرجه البحري والرازي وزاد: وبهلته بهلا (1).

(١) قال الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه " العلم والعلماء " (ص ١٧٢ ط دار الكتب العلمية - بيروت):
إن علم علي رضي الله عنه لا يشك فيه أحد من المسلمين، وكيف وقد اعترف له عمر رضي الله عنه وكبار الصحابة أما الفتيا فقد انتهت إليه في زمانه كله، وما ينازعه فيها أحد، وكيف لا، وقد لازم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فجر النبوة إلى غروب شمسها بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضر ولا سفر إلا ما كان من استخلافه على المدينة عند خروجه إلى تبوك مع ربانية علي وذكائه، وسلامة صدره وإصالة محتده، فهو عالم قريش وسيد بني هاشم ولا منازع.
وقال الدكتور أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني المصري في " المدخل إلى التصوف " (ص ٥٣ ط دار الثقافة بالقاهرة):
فقد قال عنه أبو علي الروذباري، أحد كبار أوائل الصوفية: ذاك امرؤ أعطي العلم اللدني أي العلم الذي هو من لدن الله، أي من عند الله، والعلم اللدني هو العلم الذي خص به الخضر عليه السلام، قال الله تعالى: (وعلمناه من لدنا علما).
ويقول الطوسي في اللمع: ولأمير المؤمنين علي رضي الله عنه خصوصية من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعاني جليلة، وإشارات لطيفة، وألفاظ مفردة، وعبارة وبيان للتوحيد والمعرفة والإيمان والعلم، وغير ذلك، وخصال شريفة، تعلق وتخلق به أهل الحقائق من الصوفية.
وقال العلامة حسن بن المولوي أمان الله الدهلوي العظيم آبادي الهندي في " تجهيز الجيش " (ق ٤٠٨ المخطوط):
قال صاحب " المواقف " في وجوه أفضلية علي بن أبي طالب ما لفظه:
ولأن عليا ذكر في خطبه أسرار التوحيد والعدل والنبوة والقضاء والقدر ما لم يضع مثله في كلام سائر الصحابة - إلى آخره.
وقال الفاضل المعاصر الدكتور عبد الرحمن سالم في " التاريخ السياسي للمعتزلة " (ص ٢٣٢ ط دار الثقافة بالقاهرة):
يرتبط تفضيل المأمون لعلي على سائر الصحابة بنفس السنة التي أظهر فيها المقول بخلق القرآن، بل بنفس الشهر أيضا. وقد كان هذا التفضيل سببا لإغراء بعض المؤرخين القدامى والباحثين المحدثين بنسبة المأمون إلى التشيع. وليس أبلغ في رد هذا الزعم من عرض مذهب المأمون في تفضيل علي عرضا أمينا. وخير ما يصور هذا المذهب هو تلك المناظرة الطريفة التي أوردها صاحب العقد الفريد بين المأمون وعدد من الفقهاء حول أفضلية علي، وليس هنا متسع رواية نصها نظرا لطولها، فمن الأنسب تلخيصها تلخيصا لا يخل بجوهرها، فقد طلب المأمون من قاضي قضاته يحيى بن أكثم أن يصحب إليه أربعين رجلا كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب. فدخلوا على المأمون وعليه سواده، فهو إذن قد خلع الخضرة ورجع إلى شعار آبائه، فلما جلسوا وطارحهم المأمون حديثا يزيل به وحشتهم ذكر لهم السبب الذي دعاهم من أجله وهو مناظرتهم في مذهبه الذي هو عليه والذي يدين الله به ومؤداه أن علي بن أبي طالب خير خلفاء الله بعد رسوله صلى الله عليه وسلم وأولى الناس بالخلافة له. فلما اعترض أحد الفقهاء واسمه إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل على هذا المذهب دخل معه المأمون في مناظرة طويلة بدأت بتقرير مبدأ أساسي هو أن محك التفاضل بين الناس: العمل الصالح. وانطلاقا من هذا المبدأ أخذ المأمون يوازن بين فضائل علي وفضائل غيره من الصحابة. وانتهت به الموازنة إلى أن فضائل علي أثقل ميزانا من فضائل سواه، فقد كان على أسبق إسلاما وأكثر جهادا في سبيل الله وأسخى بما ملكت يمينه، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا). كما ثبت على يوم حنين مع ستة آخرين كلهم من بني هاشم وانهزم الباقون عن الحرب بما اكتنفه من مخاطر محدقة فدائية لا تدانى. وقد كانت موازنة الرسول.
ثم إن مبيته في فراش رسول الله حين هاجر إلى المدينة بما اكتنفه من مخاطر محدقة فدائية لا تدانى. وقد كانت موازنة المأمون في الغالب تدور حول على وأبي بكر لما يتمتع به الصديق من مكانة ظاهرة في قلوب المسلمين، فأفضلية علي على أبي بكر تعني بالضرورة أفضليته على غيره من الصحابة. والملاحظ أن المأمون حين يوازن بين علي وأبي بكر ويفضل عليا لا ينكر فضل أبي بكر بل ينكر أفضليته، وذلك حيث يقول: لولا أن له فضلا لما قيل إن عليا أفضل منه. وبعد أن يفرغ المأمون من مناظرته مع الفقهاء ويبدي الفقهاء اقتناعهم بوجهة نظره يعقب قائلا: اللهم إني قد نصحت لهم القول، اللهم إني قد أخرجت الأمر من عنقي، اللهم إني أدينك بالتقرب إليك بحب علي وولايته.
إن ما يلفت النظر في هذه المناظرة الهامة هو أن المأمون لا يتخذ قرابة علي من الرسول أساسا للتفضيل، بل يتخذ العمل الصالح وحده أساسا لذلك.
وقال المؤرخ الفاضل الشيخ محمد العربي التباني مدرس مدرسة الفلاح والحرم المكي في " تحذير العبقري من محاضرات الخضري أو إفادة الأخيار ببراءة الأبرار " (ج 2 ص 104 ط دار الكتب العلمية - بيروت):
تقدمت آثار كثيرة دالة على غزارة علمه واعتراف الصحابة والتابعين له بذلك وثنائهم عليه في مقدمتهم الفاروق، وتقدم أيضا حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها،
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 51 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مستدرك ترجمة الإمام على عليه السلام 3
2 مستدرك ألقابه عليه السلام وكناه الشريفة 32
3 مولد علي عليه السلام 33
4 تزويج أمير المؤمنين بفاطمة الزهراء عليهما السلام 41
5 حديث: علمني ألف باب يفتح من كل باب ألف باب 50
6 حديث: قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطى على تسعة 57
7 كلام ابن عباس في علم علي عليه السلام 57
8 حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها 58
9 حديث: سلوني قبل أن تفقدوني 58
10 قول على عليه السلام: سلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق الأرض 68
11 جوابه عليه السلام لليهود 69
12 لأمير المؤمنين علم ظاهر كتاب الله وباطنه 70
13 أول من وضع علم النحو علي بن أبى طالب عليه السلام 77
14 علمه عليه السلام بالجفر 87
15 ما ورد أن أمير المؤمنين كان أفرض أهل المدينة وأقضاها 93
16 مستدرك أقضى الأمة علي عليه السلام 101
17 حديثه وحديث ابن عباس في ذلك 101
18 حديث جابر وأنس بن مالك 102
19 حديث عبد الله بن مسعود 103
20 قول عمر علي أقضانا 106
21 قصة زبية الأسد وقضاء علي عليه السلام 120
22 قضاؤه عليه السلام في الأرغفة 125
23 أمر علي عليه السلام الزوجين أن يبعثا حكما من أهلهما 129
24 من أقضيته عليه السلام 131
25 أول من فرق الخصوم علي عليه السلام 173
26 جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة 173
27 قضاؤه في الخنثى المشكل سأله معاوية 174
28 قضاؤه في ثلاثة نفر وقعوا على امرأة ولدت 175
29 عدل علي عليه السلام في الحكومة 189
30 ما ورد في زهد أمير المؤمنين وعدله وإنفاقه في سبيل الله تعالى 212
31 من عدله أمره بكنس بيت المال ثم ينضحه ويصلى فيه ولم يحبس فيه المال عن المسلمين 250
32 زهد علي عليه السلام وعدله 255
33 عفوه عليه السلام وحلمه وصفحه عن عدوه 288
34 من عدله ما أوصاه في قاتله بإطعامه وسقيه والاحسان إليه وعدم التمثيل به 289
35 خوفه عليه السلام من الله تعالى 296
36 إنفاقه في سبيل الله تعالى 297
37 إعطاؤه عليه السلام حلة للسائل الذي كتب حاجته على الأرض بأمره 297
38 صدقات علي عليه السلام 301
39 شجاعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام 305
40 قتل أمير المؤمنين حية وهو في المهد صبي 338
41 مبيته علي فراش رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الهجرة 339
42 ان عليا كان معه راية رسول الله " ص " في بدر وأحد وغيرهما 341
43 ما ورد في شجاعته عليه السلام يوم بدر 344
44 ما ورد في شجاعته عليه السلام يوم أحد 351
45 لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي 357
46 ما ورد في شجاعته عليه السلام يوم الأحزاب 363
47 ما ورد في شجاعته يوم خيبر 374
48 ما ورد في شجاعته يوم حنين والطائف 396
49 شجاعته عليه السلام في بنى قريظة 399
50 شجاعته عليه السلام في حرب جمل 399
51 إخبار النبي " ص " لعلي عما يكون بينه وبين عائشة 403
52 قول النبي لأزواجه: أيتكن صاحبة الجمل تنبحها كلاب الحوأب 405
53 جعل رسول الله " ص " طلاق نسائه بيد علي في حياته وبعد مماته 412
54 إخفاء عائشة اسم أمير المؤمنين علي عليه السلام 414
55 قصة حرب الجمل 417
56 ما صدر من شجاعته عليه السلام يوم صفين 513
57 قتل مع علي بصفين من البدريين خمسة وعشرون بدريا 520
58 شجاعته عليه السلام يوم النهروان 523
59 الخوارج والأخبار الواردة فيهم عن النبي والوصي عليهما السلام 523
60 ذم الخوارج وسوء مذهبهم وإباحة قتالهم 536
61 إخباره عليه السلام عن الخوارج وعن ذي ثديتهم 537
62 اخبار النبي " ص " عن الخوارج المارقة 582
63 اخبار النبي " ص " عن شهادة علي عليه السلام 595
64 حديث أنس بن مالك 595
65 حديث أبى رافع 596
66 حديث جابر بن سمرة 597
67 اخباره عليه السلام عن شهادة نفسه 603
68 حديث محمد بن الحنفية 603
69 حديث فضالة بن أبى فضالة 604
70 حديث الأصبغ بن نباتة الحنظلي 606
71 حديث زيد بن وهب 609
72 حديث أبى مجلز وأبى الأسود 610
73 حديث أبى الطفيل 611
74 حديث نبل بنت بدر 613
75 حديث سالم بن أبى الجعد 614
76 حديث عبيدة وأم جعفر 615
77 حديث عثمان بن مغيرة 616
78 حديث كثير وروح بن أمية 617
79 حديث يزيد بن أمية الديلي 618
80 حديث عبد الله بن سبع 619
81 حديث ثعلبة بن يزيد الحماني 620
82 حديث والد خالد أبي حفص 620
83 ما روى جماعة مرسلا 621
84 استشهاد أمير المؤمنين بيد أشقى الناس ابن ملجم 624
85 قول علي عليه السلام: فزت ورب الكعبة 643
86 إن قاتل علي عليه السلام أشقى الأولين والآخرين وأشقى الناس 644
87 وصايا أمير المؤمنين حين رحلته إلى دار البقاء 653
88 تاريخ شهادته عليه السلام وسني عمره حين الشهادة 662
89 محل دفن جثمانه الشريف 667
90 حنوط علي من فضل حنوط رسول الله " ص " 673
91 قتل ابن ملجم اللعين 673
92 أزواجه عليه السلام 674
93 أولاده الأشراف السادة 678
94 بعض مراثيه عليه السلام 686