المدرسة الإسلامية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٨٦
ومنذ نبدأ بالمقارنة بين الحرية في الإسلام، والحرية في الديمقراطية الرأسمالية..
تبدو لدينا بوضوح الفروق الجوهرية بين الحرية التي عاشها المجتمع الرأسمالي ونادت بها الرأسمالية وبين الحرية التي حمل لواءها الإسلام وكفلها للمجتمع الذي صنعه وقدم فيه تجربته على مسرح التاريخ. فكل من الحريتين تحمل طابع الحضارة التي تنتمي إليها، وتلتقي مع مفاهيمها عن الكون والحياة، وتعبر عن الحالة العقلية والنفسية التي خلقها تلك الحضارة في التاريخ.
فالحرية في الحضارة الرأسمالية: بدأت شكا مريرا طاغيا واستحال هذا الشك في امتداده الثوري إلى إيمان مذهبي بالحرية وعلى العكس من ذلك الحرية في الحضارة الإسلامية: فإنها تعبير عن يقين مركزي ثابت (الإيمان بالله) تستمد منه الحرية ثوريتها، وبقدر ارتكاز هذا اليقين وعمق مدلوله في حياة الإنسان، تتضاعف الطاقات الثورية في تلك الحرية.
والحرية الرأسمالية ذات مدلول ايجابي، فهي تعتبر: أن كل إنسان هو الذي يملك بحق نفسه، ويستطيع أن يتصرف فيها كما يحلو له، دون أن يخضع في ذلك لأي سلطة خارجية.
ولأجل ذلك كانت جميع المؤسسات الاجتماعية _ ذات النفوذ في حياة الإنسان _ تستمد حقها المشروع في السيطرة على كل فرد من الأفراد أنفسهم. وأما الحرية في الإسلام فهي تحتفظ بالجانب الثوري من الحرية وتعمل لتحرير الإنسان من سيطرة الأصنام، كل الأصنام التي رزحت الإنسانية في قيودها عبر التاريخ، ولكنها تقيم عملية التحرير الكبرى هذه على أساس الإيمان بالعبودية المخلصة لله، وحده. فعبودية الإنسان لله في الإسلام _ بدلا عن امتلاكه لنفسه في الرأسمالية _ هي الأداة التي يحطم بها الإنسان كل
(٨٦)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية 7
2 كلمة المؤلف 9
3 الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية 13
4 مشكلة الإنسان اليوم 15
5 الإنسان ومعالجتها للمشكلة 18 رأي الماركسية 19
6 رأي المفكرين غير الماركسيين 22
7 الفرق بين التجربة الطبيعية والاجتماعية 23
8 أهم المذاهب الاجتماعية 33
9 الديمقراطية الرأسمالية 35
10 الحريات الأربع في النظام الرأسمالي 37
11 الاتجاه المادي في الرأسمالية 41
12 موضع الأخلاق من الرأسمالية 44
13 مآسي النظام الرأسمالي 45
14 الاشتراكية والشيوعية 51
15 النظرية الماركسية 53
16 الانحراف عن العملية الشيوعية 55
17 المؤاخات على الشيوعية 59
18 الإسلام والمشكلة الاجتماعية 63
19 التعليل الصحيح للمشكلة 65
20 كيف تعالج المشكلة؟ 70
21 رسالة الدين 76
22 موقف الإسلام من الحرية والضمان 83
23 الحرية والرأسمالية والإسلام 85
24 الحرية في الحضارة الرأسمالية 87
25 موقف الإسلام من الحرية 91
26 أقسام الحرية 93
27 الحرية في المجال الشخصي 94
28 الحرية في المجال الاجتماعي 99
29 المدلول الغربي للحرية السياسية 101
30 الحرية الاقتصادية بمفهومها الرأسمالي 104
31 الحرية الفكرية بمفهومها الرأسمالي 105
32 الضمان في الإسلام والماركسية 108
33 ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟ 111
34 مقدمة 113
35 توضيح السؤال 114
36 حاجتنا إلى هذا السؤال 114
37 الخطأ في فهم السؤال 114
38 تصحيح الخطأ بالتمييز المذهب والعلم 115
39 مثال على الفرق بين المذهب والعلم 115
40 التأكيد على أن الاقتصاد الإسلامي مذهب 115
41 وجهة النظر في الجواب 116
42 هل يوجد في الإسلام اقتصاد؟ 117
43 ما هو نوع الاقتصاد الإسلامي؟ 121
44 المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد 123
45 المثال الأول 124
46 المثال الثاني 127
47 المثال الثالث 128
48 استخلاص من الأمثلة السابقة 130
49 علم الاقتصاد والمذهب كالتأريخ والأخلاق 131
50 علم الاقتصاد كسائر العلوم 132
51 الفارق في المهمة لا في الموضوع 133
52 المذهب قد يكون إطارا للعلم 134
53 النتائج المستخلصة 136
54 المذهب لا يستعمل الوسائل العلمية 137
55 الاقتصاد الإسلامي كما نؤمن به 141
56 ما هي أكبر العقبات؟ 142
57 شمول الشريعة واستيعابها 144
58 التطبيق دليل آخر 147
59 المذهب يحتاج إلى صياغة 148
60 أخلاقية الاقتصاد الإسلامي 149
61 ماذا ينقص الاقتصاد الإسلامي عن غيره؟ 153