المدرسة الإسلامية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٣١
علمية مستمدة من الملاحظة والتجربة. وأما في الميدان الاجتماعي: فقد تكون العقل الغربي الحديث على أساس المذاهب النظرية، لا الأفكار العلمية. فهو ينادي مثلا: بحقوق الإنسان العامة، التي أعلنها في ثورته الاجتماعية، ومن الواضح ان فكرة الحق نفسها ليست فكرة علمية، لأن حق الإنسان في الحرية مثلا ليس شيئا ماديا قابلا للقياس والتجربة، فهو خارج عن نطاق البحث العلمي، وانما الحاجة هي الظاهرة المادية التي يمكن أن تدرس علميا.
وإذا لاحظنا مبدأ المساواة بين أفراد المجتمع، الذي يعتبر _ من الوجهة النظرية _ أحد المبادئ الأساسية للحياة الاجتماعية الحديثة.. فإننا نجد أن هذا المبدأ لم يستنتج بشكل علمي من التجربة والملاحظة الدقيقة، لأن الناس في مقاييس العلم ليسوا متساوين، إلا في صفة الإنسانية العامة، ثم هم مختلفون بعد ذلك في مزاياهم الطبيعية والفسيولوجية والنفسية والعقلية، وانما يعبر مبدأ المساواة عن قيمة خلقية هي من مدلولات العقل لا من مدلولات التجربة.
وهكذا نستطيع بوضوح: ان نميز بين طابع النظام الاجتماعي في الحضارة الغربية الحديثة، وبين الطابع العلمي. وندرك أن الاتجاه العلمي في التفكير الذي برعت فيه أوروبا الحديثة.. لم يشمل حقل التنظيم الاجتماعي، وليس هو الأساس الذي استنبطت منه أوروبا أنظمتها ومبادئها الاجتماعية، في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع.
ونحن بهذا إنما نقرر الحقيقة، ولسنا نريد أن نعيب على الحضارة الغربية اهمالها لقيمة المعرفة العلمية، في مجال التنظيم الاجتماعي أو نؤاخذها على عدم إقامة هذا النظام على أساس التجارب العلمية الطبيعية، فان هذه التجارب العلمية لا تصلح لأن تكون أساسا للتنظيم الاجتماعي.
صحيح أن حاجات الإنسان يمكن إخضاعها للتجربة في كثير من الأحايين، وكذلك أساليب إشباعها.. ولكن المسألة الأساسية في النظام الاجتماعي
(٣١)
مفاتيح البحث: الحاجة، الإحتياج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية 7
2 كلمة المؤلف 9
3 الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية 13
4 مشكلة الإنسان اليوم 15
5 الإنسان ومعالجتها للمشكلة 18 رأي الماركسية 19
6 رأي المفكرين غير الماركسيين 22
7 الفرق بين التجربة الطبيعية والاجتماعية 23
8 أهم المذاهب الاجتماعية 33
9 الديمقراطية الرأسمالية 35
10 الحريات الأربع في النظام الرأسمالي 37
11 الاتجاه المادي في الرأسمالية 41
12 موضع الأخلاق من الرأسمالية 44
13 مآسي النظام الرأسمالي 45
14 الاشتراكية والشيوعية 51
15 النظرية الماركسية 53
16 الانحراف عن العملية الشيوعية 55
17 المؤاخات على الشيوعية 59
18 الإسلام والمشكلة الاجتماعية 63
19 التعليل الصحيح للمشكلة 65
20 كيف تعالج المشكلة؟ 70
21 رسالة الدين 76
22 موقف الإسلام من الحرية والضمان 83
23 الحرية والرأسمالية والإسلام 85
24 الحرية في الحضارة الرأسمالية 87
25 موقف الإسلام من الحرية 91
26 أقسام الحرية 93
27 الحرية في المجال الشخصي 94
28 الحرية في المجال الاجتماعي 99
29 المدلول الغربي للحرية السياسية 101
30 الحرية الاقتصادية بمفهومها الرأسمالي 104
31 الحرية الفكرية بمفهومها الرأسمالي 105
32 الضمان في الإسلام والماركسية 108
33 ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي؟ 111
34 مقدمة 113
35 توضيح السؤال 114
36 حاجتنا إلى هذا السؤال 114
37 الخطأ في فهم السؤال 114
38 تصحيح الخطأ بالتمييز المذهب والعلم 115
39 مثال على الفرق بين المذهب والعلم 115
40 التأكيد على أن الاقتصاد الإسلامي مذهب 115
41 وجهة النظر في الجواب 116
42 هل يوجد في الإسلام اقتصاد؟ 117
43 ما هو نوع الاقتصاد الإسلامي؟ 121
44 المذهب الاقتصادي وعلم الاقتصاد 123
45 المثال الأول 124
46 المثال الثاني 127
47 المثال الثالث 128
48 استخلاص من الأمثلة السابقة 130
49 علم الاقتصاد والمذهب كالتأريخ والأخلاق 131
50 علم الاقتصاد كسائر العلوم 132
51 الفارق في المهمة لا في الموضوع 133
52 المذهب قد يكون إطارا للعلم 134
53 النتائج المستخلصة 136
54 المذهب لا يستعمل الوسائل العلمية 137
55 الاقتصاد الإسلامي كما نؤمن به 141
56 ما هي أكبر العقبات؟ 142
57 شمول الشريعة واستيعابها 144
58 التطبيق دليل آخر 147
59 المذهب يحتاج إلى صياغة 148
60 أخلاقية الاقتصاد الإسلامي 149
61 ماذا ينقص الاقتصاد الإسلامي عن غيره؟ 153