الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٢٠٢
وعندها يفقد الانسان كل أصالة واستقلال لنفسه، وكذا كل كائن ويردها إلى صاحبها الأصلي والأصيل، ويتصل القلب بالله الأحد، ولا يستسلم لشئ سوى لعظمة الله تعالى وكبريائه.
وعندها يستقر الانسان تحت قدرة الله الخالق وهيمنته، فكل ما يتعرف عليها يعرفها مع الله تعالى، ويتصف بالأخلاق الفاضلة والأعمال الحسنة (الاسلام، والتسليم للحق الذي هو الفطرة) برعاية الله وعنايته.
وهذه هي الدرجة الرفيعة والكمال الانساني ومقام الانسان الكامل، أي مقام الامام، والذي قد وصل إليه وناله برعاية من الله تعالى وعنايته، والذين يسعون للوصول إلى هذه المرتبة الرفيعة والكمال الشامخ، مع اختلاف في درجاتهم يعتبرون التابعين الحقيقيين للامام.
ويتضح مما سبق، ان معرفة الله تعالى ومعرفة الإمامة، لا تنفصلان، كما أن معرفة الله ومعرفة النفس لا تنفصل إحداهما عن الأخرى، ان الذي عرف وجوده المجازي، سيكون عارفا بوجود الله الغني.
(٢٠٢)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202