الصراع بين الإسلام والوثنية - الشيخ الأميني - الصفحة ٢٢
وطهارة العنصر عن الديانا والمخازي لازمة منصة الأئمة، وشرط الخلافة فيهم كما يشترط ذلك في النبي (صلى الله عليه وآله).
وأما المعجزات فإنها من مثبتات الدعوى، ومتمات الحجة، ويجب ذلك في كل مدع للصلة بينه وبين ما فوق الطبيعة، نبيا كان أو إماما، ومعجز الإمام في الحقيقة معجز للنبي الذي يخلفه على دينه وكرامة له، ويجب على المولى سبحانه في باب اللطف أن يحق دعوى المحق بإجراء الخوارق على يديه، تثبيتا للقلوب، وإقامة للحجة، حتى يقربهم إلى الطاعة ويبعدهم عن المعصية، لدة ما في مدعي النبوة من ذلك، كما يجب أيضا أن ينقض دعوى المبطل إذا تحدى بتعجيزه، كما يؤثر عن مسيلمة وأشباهه.
وإن من المفروغ عنه في علم الكلام كرامات الأولياء، وقد برهنت عليها الفلاسفة بما لا معدل عنه ويضيق عنه المقام، فإذا صح ذلك لكل ولي، فلماذا يعد غلوا في حجج الله على خلقه؟ وكتب أهل السنة وتآليفهم مفعمة بكرامات الأولياء، كما أنها معترفة بكرامات مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
وأما الاستغاثة والنداء والانقطاع وما أشار إليها، فلا تعدو أن تكون توسلا بهم إلى المولى سبحانه، واتخاذهم وسائل إلى نجح طلباتهم عنده جلت عظمته، لقربهم منه، وزلفتهم إليه، ومكانتهم عنده، لأنهم عباد مكرمون، لا لأن لذواتهم القدسية دخلا في
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»