إيمان أبي طالب - الشيخ الأميني - الصفحة ٢٢
بأحمد لما أن شددت مطيتي * برحلي وقد ودعته بسلام بكى حزنا والعيس قد فصلت بنا * وأخذت بالكفين فضل زمام ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة * تجود من العينين ذات سجام فقلت: ترحل راشدا في عمومة * مواسير في البأساء غير لئام (1) فجاء مع العير التي راح ركبها * شامي الهوى والأصل غير شام فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا * لنا فوق دور ينظرون جسام فجاء بحيرا عند ذلك حاشدا * لنا بشراب طيب وطعام فقال اجمعوا أصحابكم لطعامنا * فقلنا جمعنا القوم غير غلام يتيم فقال ادعوه إن طعامنا * كثير عليه اليوم غير حرام فلو لا الذي خبرتم عن محمد * لكنتم لدينا ا ليوم غير كرام فلما رآه مقبلا نحو داره * يوقيه حر الشمس ظل غمام حنا رأسه شبه السجود وضمه * إلى نحره والصدر أي ضمام وأقبل ركب يطلبون الذي رأى * بحيرا من الأعلام وسط خيام فثار إليهم خشية لعرامهم (2) * وكانوا ذوي بغي لنا وعرام دريس وتمام وقد كان فيهم (3) * زبير وكل القوم غير نيام فجاؤوا وقد هموا بقتل محمد * فردهم عنه بحسن خصام بتأويله التوراة حتى تيقنوا * وقال لهم رمتم أشد مرام أتبغون قتلا للنبي محمد * خصصتم على شؤم بطول أثام وإن الذي نختاره منه مانع * سيكفيه منكم كيد كل طغام فذلك من أعلامه وبيانه * وليس نهار واضح كظلام

(1) في الديوان والروض الأنف، مواسين بدلا من: مواسير.
(2) العرام: الشراسة والأذى. (المؤلف) (3) دريس، وتمام، وزبير في بعض النسخ: زدير. أحبار من اليهود.
(المؤلف)
(٢٢)
مفاتيح البحث: القتل (1)، السجود (1)، الحزن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»