الحصون المنيعة - السيد محسن الأمين - الصفحة ١٦
" ولم يكن " بنو العباس أقل تشددا في قهر العلويين والغض منهم وتنفير الناس عنهم وإيذاء من ينسب إليهم من بني أمية فإن السبب الداعي لذلك واحد وهو الخوف على الملك وميل الناس إلى العلويين فقصدوهم بأنواع الأذايا وحبسوا من حبسوا وقتلوا من قتلوا حتى أدى الحال بالمتوكل إلى حرث قبر الحسين عليه السلام وإدارة الماء عليه والمنع من زيارته وقصد إعفاء أثره وانتقاص علي بن أبي طالب عليه السلام والسخرية منه في المجالس وقصته مع ولده المستنصر مشهورة. " وفي طول " هذه المدة قل المنتسبون إلى أهل البيت بالنسبة إلى غيرهم وتستروا واختفوا خوفا على دمائهم وكثر المائلون إلى الأمويين والعباسيين والمتقربون منهم رغبا أو رهبا والناس على دين ملوكهم وقد زين لهم حب الشهوات والحق مر حتى صار الرجل يرى النسبة إلى الكفر والزندقة أهون عليه من أن يقال أنه علوي. انتشار علوم أهل البيت عليهم السلام:
" وكتم " أهل البيت عليهم السلام علومهم عن أكثر الناس ولم يبوحوا بها إلا لخواص أصحابهم خوفا على دمائهم وقل المنتفع بهم والآخذ من علومهم " ولكن " في أواخر الدولة الأموية وأوائل الدولة العباسية انتشرت علوم أهل البيت عليهم السلام انتشارا عظيما وكثر الرواة عنهم والمقتبسون من علومهم لقلة
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»