وغيرهما مما روي فيه ما ورد في حقه، غير أنه لم يكن له هذا المقام الشريف، بل كان في عصره جماعة لولاهم لاندرست آثار النبوة كزرارة وبريد وأبي بصير ومحمد بن مسلم وغيرهم، ممن لا يرتضي أحد عد السيد في عدادهم، فكيف يعد مع من انتهت علوم الأئمة إليهم، والله العالم بمراد الفضل.
نعم، لم يعهد من أحد من أصحاب الأئمة إنه انتشر فضائل علي وأهل بيته عليهم السلام كما انتشره السيد بما قال فيهم من الشعر، فعن الأغاني أنه قال: (قال المدائني: إن السيد الحميري وقف بالكناسة (1) وقال: من جاء بفضيلة لعلي بن أبي طالب عليه السلام لم أقل فيها شعرا فله فرسي هذا وما علي، فجعلوا يحدثونه وينشد (هم) فيه، حتى روى رجل عن أبي الرعل المرادي أنه قدم أمير المؤمنين عليه السلام فتطهر للصلاة فنزع خفه فانسابت (2) فيه أفعى فلما دعى ليلبسه انقضت غراب فحلقت (3) ثم ألقاها، فخرجت الأفعى منه، قال:
فأعطاه السيد ما وعده وأنشأ يقول:
ألا يا قوم للعجب العجاب لخف أبي الحسين وللحباب عدو من عدات الجن عبد بعيد في المراده من صواب كريه اللون أسود ذو بصيص حديد الناب أزرق ذو لعاب أتى خفا له فانساب فيه لينهش رجله منها بناب