في كتبه القديمة مثل التذكرة والمنتهى بما يخالف طريقة أهل البيت، وقد روى له الكشي في كتابه أقاصيص ومطاعن، وقال المفيد رحمه الله في الأركان:
وأما ابن المسيب فليس يدفع نصبه وما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاة على زين العابدين عليه السلام، قيل له: ألا تصلي على هذا الرجل الصالح من أهل البيت الصالح؟ فقال: صلاة ركعتين أحب إلي من الصلاة على الرجل الصالح من أهل البيت الصالح، وروى مالك: إنه كان خارجيا أباضيا - والله العالم بحقيقة الأحوال - انتهى كلامه رفع الله مقامه)، وهو في غاية الجودة.
فإن الرجل من مشاهير فقهاء العامة وممن له عندهم مرتبة عظيمة ومقام جليل، وهو أفضل الفقهاء السبعة، الذين نظمهم بعض المخالفين في قوله:
ألا إن من لا يقتدي بأئمة فقسمته ضيزى (1) عن الحق خارجة فمنهم عبيد الله، عروة، قاسم (2) سعيد، أبو بكر، سليمان، خارجة وهؤلاء أتوا من بعد الصحابة وأخذوا الفقه منهم وانتهى فقه العامة إليهم، وقد كانوا بالمدينة الطيبة في عصر واحد، ومنهم انتشر الفتيا في العالم، وهم غير (العبادلة الخمسة): أي عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن عاص، وعبد الله بن المسعود، وعبد الله بن زبير، وفي بعض النسخ: سبعة، ولم أعثر على الاثنين، وغير (الفراء العشرة): أي حمزة بن حبيب وعاصم بن أبي النجود وعلي بن حمزة الكسائي وعبد الله بن كثير وعبد الله بن عامر وأبو عمرو بن العلاء ونافع بن عبد الرحمن وأبو جعفر ويعقوب البصري وخلف، وغير (الزهاد الثمانية): أي أويس القرني وهرم بن حيان