منهاج الهداية - إبراهيم الكلباسي - الصفحة ٥٩٢
إليه قلت كأنه الذي أنزله الله عليه كان بحر العلم المتلاطمة بالفضائل أمواجه ونحل الفضل الجامعة لديه أفراده وإن واجه وطرد المعارف الراسخ وفضاؤها الذي لا تحد له فراسخ وجوادها الذي لا يؤمل لحلق وبدرها الذي لا يعتريها محاق لا يدرك الواصف المطر خصايصه وإن يك بالغا في كل ما وصفا وقد انتهت إليه رياسة المذهب والملة وبه قامت قواطع البراهين والأدلة وانتشرت صيت الشريعة المصطفوية والطريقة المرتضوية والمناهج الجعفرية بحيث لم يسمع في الأزمان الماضية والأعصار السالفة وكان رجوع أكثر العباد من جميع البلاد إليه في المبدء والمعاد فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وحشرنا وإياه مع الأئمة النجباء النقباء ولما كان هذا الكتاب المستطاب منهاجا لأولي الألباب ومرجعا للفضلاء والطلاب وعلماء الأصحاب ولم يف الكتابة لرفع الحاجة وشاع ذلك المعنى في الأكناف والأقطار الهم بتكثير نسخة الشريفة على وجه الانطباع لينتفع بها أولو الفضائل والأبصار في جميع الأمصار الموفق بالتوفيقات الربانية والمؤيد بالتأييدات السبحانية الحاوي لكمالات الإنسانية والفائز بمحامد صفات البشرية المقبول بين الطائفة الاثني عشرية الممدوح بوفور الكرم الموصوف بعلق الهمم الذي شاع محامده في الآفاق وفاق محاسنه الشمس في الاشراق ملاذ الأخيار نخبة الأبدار ملك التجار مقترب الخواقين مقبول السلاطين شرف الأكابر والخوانين قدوة الزائرين لمشاهد أئمة المعصومين الأطايب كربلائي محمد خان صاحب لا زال حاويا للمكارم والمناقب رجال مناقبه في المشارق والمغارب فأرسل من مقر دولته وهو بندر كلكته من جملة بنادر الهند من عين ماله لا صلاح حاله وماله تقربا إلى الله مالا جما إلى جانب التحرير القمقام حجة الله في الأنام ليصرفه تغمده الله بغفرانه في انطباع الكتاب المستطاب فأرسل جنابه مكنه الله في أعلى غرف الجنان المال المرسل إلى محروسة طهران ليدفع إلى أرباب هذه الصنعة ويشتغلوا بانطباع هذه النسخة فاشتغلوا به بتأييد الله سبحانه وبذلوا غاية الجهد والطاقة إلا أنه لم يف أيامه أعلى الله مقامه بإتمامه ولكن ما كان النظر في هذا الأمر من جنابه أعلى الله مقامة مفوضا إلى الأقل الأحقر فبادرت إلى الحث على إتمامه في غاية السرعة فخرج بحمد الله سبحانه من دار الطباعة خمس مائة نسخة جيدة في غاية الجودة والملتمس من الناظرين في هذه الكتاب والمنتفعين منه من أولي الألباب الترجيم على مصنفه العالم العلامة بطلب المغفرة وارتفاع الدرجة والحشر مع النبي والأئمة عليهم آلاف السلام والتحية والدعاء لرب المال بدوام العز والدولة وطول العمر وثبات العافية وحسن العاقبة ورفعة الدرجة في الدنيا والآخرة وكتب بيمناه الدائرة العبد الأحقر الشيخ جعفر ابن جناب العلامة القمقام بل العبد المملوك الذي هو كل على مولاه طاب الله ثراه في شهر جمادى الأولى من سنة ثلاث وستين ومأتين بعد الألف فطوبى لعبد استعمله في زرع حبات الخيرات يحصد في الجنات من شجرة طوبى الثمرات قد وفق الله الناصر المعين لإتمام هذا الكتاب المتين الذي هو تالي القرآن المبين ويطابقه سنة أربع عشر من جلوس سرير السلطنة سلطان الوقت أبو المظفر محي الملة والشريعة والطريقة والحقيقة هو أعدل السلاطين وأكرم الخواقين نصير الملة والدين ظهير الإسلام والمسلمين قاصم ظهور قياصرة الدوزان كاسر أعناق أكاسرة الزمان ملك ملوك الآفاق ماحي الكفر والنفاق جالس سرير الخلافة بالاستحقاق رحمة الله على المؤمنين وسخطه على الكافرين وظله المبسط في الأرضين السلطان بن السلطان بن السلطان الخاقان بن الخاقان بن الخاقان السلطان محمد شاه غازي لا زالت رقاب أعاظم السلاطين خاضعة على بابه وجباه أفاخم الخواقين مقرة تراب اعنابه بالسعي والإتمام من العالي شان المعلى مكان صاحب العز والسعادة الماهر في أمر الطباعة الموصوف فيها بالتفوق والبراعة الموفق الممجد آقا عبد المحمد لا زال مؤيدا بتأييد الملك الأحد وقد خطه الجاني الفاني ميرزا فتح علي الأصفهاني والتمس ممن يقرؤه أو ينظر فيه أن يذكر جميع الأموات سيما المباشرين الساعين في الحسنات بخير الدعاء لدى الواهب لما يشاء وكان تحريري لك في شهر جمادى الأولى
(٥٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 582 583 584 585 586 587 588 589 590 591 592