منهج الرشاد لمن أراد السداد - الشيخ جعفر كاشف الغطاء - الصفحة ٥٧١
وإني قد طفت بشطر من بلاد المسلمين، وخالطت كثيرا منهم منذ سنين، فلم أر أحدا يعتقد أن في الوجود فاعلا مختارا سوى الفاعل المختار العزيز الجبار تبارك وتعالى، وذلك مراد (العوام) في خطاباتهم، فضلا عن العلماء الأعلام، إلا أنهم لا يمكنهم كشف الحال، وإن كان مقصدهم ذلك على الأجمال. نسأل الله وإياكم طريق السداد والنجاة من أهوال يوم المعاد.
الباب الثاني في الزيارات وفيه فصلان:
الفصل الأول في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى الدارقطني في السنن وغيرها، والبيهقي، وغيرهما من طريق موسى بن هلال العبدي، عن عبد الله العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من زار قبري وجبت له شفاعتي.
وعن نافع، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعا، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من جاءني زائرا ليس له حاجة إلا زيارتي، كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة.
وعن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من حج وزار قبري بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي.
وروي عن عائشة أيضا، وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي، قال: من زارني كنت له شهيدا أو شفيعا.
وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من حج فلم يزرني، فقد جفاني (1).
وعن أبي هريرة مرفوعا، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من زارني بعد موتي، فكأنما زارني حيا (2).

(1) تراجع هذه الأحاديث في سنن البيهقي: 5 (كتاب الحج)، باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(2) كنز العمال (باب زيارة قبر النبي)، المجلد الخامس، حديث 12382.
(٥٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 576 ... » »»