ثم قال (عليه السلام): إن إبليس لعنة الله عليه يجلس بين إليتي الرجل فيحدث ليشككه " (1).
ورواية معاوية بن عمار المتقدمة.
ولأنه من أقسام الشك في الناقض وهو غير معتبر بإجماع النص والفتوى، فإن المراد به في النصوص عدم العلم الشامل للظن كما هو مصرح به فيهما، وإفراده بالذكر لخصوصية وروده في الأخبار، ولردع أصحاب الوسواس المعتنين بأمثاله.
قوله (قدس سره) (ومع الشك لا يلتفت) إجماعا نصا وفتوى.
قوله (قدس سره): (وكذا يجب بالنوم الغالب على العقل، ويعرف ذلك بغلبته على حاسة السمع التي يلزمها الغلبة على حاسة البصر، ولعل إحالته على الوجدان أولى من ذلك، فمن وجد طعم النوم قاعدا أو قائما توضأ، وإلا فلا، ومع الشك لا يلتفت).
أصل النوم وحقيقته هو ما كان غالبا على العقل بأن عطله عن إعمال الحواس، ولذا عرف في الآثار الواردة عنهم (عليهم السلام) تارة به نفسه وهو الغالب على العقل، واخرى بكواشفه وهو الغالب على القلب الذي هو رئيس الحواس المستلزم غلبته عليه الغلبة على سائرها، لأنها أضعف منه، والغالب على السمع لأنه أظهر في الكاشفية لكونه أقوى الحواس الخمس الظاهرة، وإلا فالنوم هو ما غلب على جميعها وعطل الكل عن شغلها، وهذا الاختلاف في التعبير لأن مبادئ النوم قد يشتبه به نفسه كما قيل: " قد ينام العين ولا ينام القلب " ويطلق عليها النوم مسامحة، فجعل له معرفا من اللوازم الغير المنفكة عنه غالبا، وإليه يشير ما في رواية زيد الشحام عند سؤاله عن الصادق (عليه السلام) عن الخفقة والخفقتين فقال (عليه السلام):
" ما أدري ما الخفقة والخفقتان، إن الله تعالى يقول: (الانسان على نفسه بصيرة) إن عليا (عليه السلام) كان يقول: من وجد طعم النوم قائما أو قاعدا فقد وجب