كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٥
كانت الصورة الذهنية صورة أمر وجودي أو عدمي ممكن أو ممتنع، فلا يعزب عن علمه شئ من الممكنات ولا من الممتنعات، وهذا برهان شريف قاطع.
قال: والتغاير اعتباري.
أقول: لما فرغ من الاستدلال على كونه تعالى عالما بكل معلوم، شرع في الجواب عن الاعتراضات الواردة عن المخالفين، وابتدأ باعتراض من نفي علمه تعالى بذاته، ولم يذكر الاعتراض صريحا بل أجاب عنه وحذفه للعلم به.
وتقرير الاعتراض أن نقول: العلم إضافة (1) بين العالم والمعلوم أو مستلزم للإضافة، وعلى كلا التقديرين فلا بد من المغايرة بين العالم والمعلوم ولا مغايرة في علمه بذاته.
والجواب: أن المغايرة قد تكون بالذات وقد تكون بنوع من الاعتبار وهاهنا ذاته تعالى من حيث إنها عالمة مغايرة لها من حيث إنها معلومة، وذلك كاف في تعلق العلم.

(1) الأولى أن يقال: العلم وإن لم يكن من مقولة الإضافة - كما حقق في مبحث الوجود الذهني - لكنه حسب الوجود من الأمور ذوات الإضافة، وهي تطلب لنفسها طرفين وهما غير متحققين في علمه سبحانه بذاته.
والجواب أنا نمنع أنه من ذوات الإضافة الحقيقية في جميع المراحل حتى في علم النفس بذاته فضلا عن علمه سبحانه بذاته، وإن أبيت نقول: إن التعدد - حفظا للإضافة - في المقام اعتباري فمن حيث إنه مجرد، عالم، ومن حيث حضور ذاته لدى ذاته، معلوم.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»