كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٢٣
البحث الثاني الإمامة لطف عام، والنبوة لطف خاص لامكان خلق الزمان من نبي حي، بخلاف الإمام لما سيأتي، وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص، وإلى هذا أشار الصادق عليه السلام بقوله عن منكر الإمامة أصلا ورأسا وهو شرهم.
البحث الثالث كل مسألة لا بد لها من موضوع ومحمول فإن كانت كسبية احتاجت إلى وسط ليتم البرهان عليها ومن ثم وجبت المقدمتان، فإن كانتا ضروريتين فلا كلام، وإن كانتا برهانيتين فهما علم من العلوم ولا يبرهن عليهما ولا على شئ من مباديهما بتلك المسألة وإلا دار، وعلى الناظر فيها أن يسلم المبادي عليها ولا يعترض عليها، لأن المنع منها والاعتراض عليها يتعلقان بنظر آخر غير النظر الأول، فإن اعتراه شك فليرجع إلى المواضع المخصوصة بها ويؤخر النطر فيها إلى أن يحقق المبادئ التي هي كالقواعد، فإن الباحث عن قدرة الصانع لا يتكلم في حدوث الأجسام، بل يكون ذلك مقررا عنده، إذا تقرر ذلك فنقول:
موضوع هذه المسألة ومحمولها ظاهران، وأما المبادي فهي ثمانية عشرا:
1 - إن العالم محدث، والله تعالى محدثه.
2 - إنه واجب الوجود لذاته أزلا وأبدا.
3 - إنه قادر على كل المقدورات.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست