النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة - ابن ميثم البحراني - الصفحة ١١٧
غير مقطوعة الصحة، فثبتت بهذا أنه لا يلزم من عدم رد الأمة لهذا الحديث أو اشتغالهم بحمله تارة على الإمامة وتارة على الفضيلة قطعهم بصحته.
ثم إن سلمنا حصول الإجماع، ولكن قد بينا أنه لا يمكنكم التمسك بالاجماع لاحتمال أن يكون الإمام لا يظهر الحق لأجل الخوف من الظالمين.
أما الوجه الثاني وهو المناشدة به في الشورى، فهو ضعيف، لأن الحاجة إلى تصحيح المناشدة كالحاجة إلى تصحيح هذا الحديث، بل ذلك أولى، لأن أكثر المحدثين ينكرون تلك المناشدة، وبتقدير صحتها فلا نسلم إنهائها إلى جميع الصحابة، وبتقدير إنهائها إلى كلهم فلا نسلم أن ذلك يدل على قطعهم بصحة الحديث، بل الظاهر أنهم قبلوا هذا الحديث كما قبلوا سائر الأحاديث من سائر الرواة من العدول وأن يقطعوا بصحتها، وبتقدير أنهم لم يعتقدوا صحة الحديث، فلعلهم سكتوا عن التكذيب تقية وخوفا من بني هاشم. وهذه المقدمات ممن لا ينكر تقديرها لا سيما على مذهب من يجوز على الخلو العظيم كتمان ما عملوا به.
ثم إن سلمنا صحة هذا الحديث ولكن لا نسلم صحة هذه المقدمة وهو قوله (صلى الله عليه وآله): " ألست أولى بكم من أنفسكم " بيانه أن الطرق التي ذكرتموها في تصحيح أصل الحديث لم يوجد في شئ منها هذه المقدمة، فلم يمكن دعوى التواتر فيها، ولم يمكن أيضا دعوى إطباق الأمة على قبولها، لأن من خالف الشيعة إنما يروي أصل الحديث للاحتجاج به على فضيلة علي (عليه السلام) ولا يروي هذه المقدمة.
وأيضا فلم يقل أحد، أن عليا (عليه السلام) ذكرها يوم الشورى، فثبت أنه لا يمكنكم إثبات هذه المقدمة، سلمنا أصل الحديث ومقدمته لكن لا نسلم دلالته على الإمامة، ولا نسلم أن لفظة المولى محتملة للأولى، ويدل عليه أمران:
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 من حياة المؤلف وعصره 7
2 نحن وكتاب " النجاة في القيامة " 33
3 المقدمة (39 - 52) البحث الأول: تعريف الإمامة 41
4 البحث الثاني: ضبط المذاهب في الإمامة 43
5 دليل وجوب الإمامة 45
6 الباب الأول - في الشرائط المعتبرة في الإمامة (53 - 76) البحث الأول: في كون الإمام معصوما 55
7 البرهان الأول على وجوب عصمة الإمام 55
8 البرهان الثاني على وجوب عصمة الإمام 58
9 البرهان الثالث على وجوب عصمة الإمام 61
10 البحث الثاني: في أن الإمام يجب أن يكون أفضل من رعيته فيما هو إمام 65
11 البرهان الأول على وجوب أفضلية الإمام 65
12 البرهان الثاني على وجوب أفضلية الإمام 65
13 البرهان الثالث على وجوب أفضلية الإمام 66
14 البرهان الرابع على وجوب أفضلية الإمام 66
15 البحث الثالث: في أن الإمام يجب أن يكون عالما بكل الدين 67
16 البحث الرابع: في السبب الذي يتعين به الإمام 69
17 لا تثبت الإمامة إلا بالنص 69
18 الاحتجاج على إبطال النص 75
19 الباب الثاني - في تعيين الإمام (77 - 168) المقدمة: المذاهب في تعيين الإمام 79
20 البحث الأول: في بيان أن الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) 81
21 أنواع الأدلة على ذلك 81
22 النوع الأول: النصوص الجلية 81
23 الشبهات في النصوص، والجواب عنها 81
24 النوع الثاني: الاستدلال بالنصوص 94
25 الأول: قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله) 94
26 الشبهات في الاستدلال بالآية، والجواب عنها 97
27 الثاني: قوله (صلى الله عليه وآله): " من كنت مولاه فعلي مولاه " 109
28 الشبهات في الاستدلال بالحديث، والإجابة عنها 115
29 الثالث: قوله (صلى الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " 139
30 الشبهات في الاستدلال بالحديث، والجواب عنها 142
31 النوع الثالث: الاستدلال بالبراهين العقلية 148
32 البرهان الأول 148
33 البرهان الثاني 165
34 البرهان الثالث 165
35 البرهان الرابع 166
36 البحث الثاني: في تعيين باقي الأئمة (عليهم السلام) 167
37 الباب الثالث - في تقرير شبهة الخصوم والجواب عنها (169 - 207) المقدمة: الفرق المنكرون لإمام إمام 171
38 البحث الأول: شبهة المنكرين لإمامة علي (عليه السلام)، والجواب عنها 177
39 البحث الثاني: مطاعن الخوارج وغيرهم في علي (عليه السلام)، والجواب عنها 185
40 البحث الثالث: فساد ما قالته الطوائف من الشيعة المنكرين لواحد واحد من الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) 191
41 الدليل على فساد ما قالوه إجمالا 191
42 الطائفة الأولى: الكيسانية 192
43 الجواب عما تمسكوا به 193
44 الطائفة الثانية: الزيدية 194
45 الجواب عما تمسكوا به 194
46 الطائفة الثالثة: الناووسية 195
47 الجواب عما تمسكوا به 195
48 الطائفة الرابعة: الإسماعيلية 195
49 الجواب عما تمسكوا به 195
50 الطائفة الخامسة: الشمطية 197
51 الجواب عما تمسكوا به 197
52 الطائفة السادسة: الفطحية 198
53 الجواب عما تمسكوا به 198
54 الطائفة السابعة: الممطورة 199
55 الجواب عما تمسكوا به 199
56 الطائفة الثامنة: القائلون بإمامة أحمد بن موسى 200
57 الجواب عما تمسكوا به 200
58 الطائفة التاسعة: القائلون بأن الإمامة بعد علي بن محمد صارت إلى ابنه محمد بن علي 201
59 الجواب عما تمسكوا به 201
60 الطائفة العاشرة: الذين زعموا أن الحسن بن علي لم يمت 201
61 الجواب عما تمسكوا به 201
62 البحث الرابع: في غيبة الإمام 203
63 المقام الأول: سبب الغيبة 203
64 المقام الثاني: إمكان بقاء المزاج الإنساني مثل المدة التي ندعيها للإمام الغائب 204
65 المقام الثالث: وقوع ذلك البقاء في الأمزجة كثيرة مشهورة 204
66 المقام الرابع: كون المدعى إمامته هو هذا الإمام المعين 207