دليل النص بخبر الغدير - الكراجكي - الصفحة ١٣
وأضاف ابن كثير في نهايته عند سرده لوصية أمير المؤمنين عليه السلام عندما أصيب وطلب منه أن يوصي لمن بعده، حيث ذكر أنه عليه السلام قال: لا، ولكن أدعكم كما ترككم رسول الله صلى الله عليه وآله - يعني بغير استخلاف (17) -!!
بل ومن المفارقات العجيبة ما قرأته في تاريخ بغداد (18) (7: 381) عند ترجمته لأبي سعيد العدوي (3910) فبعد أن استعرض جانبا من شيوخه الذين حدث عنهم والذين حدثوا عنه، سرد حكاية له حول مروره بالبصرة على باب عثمان بن أبي العاص، حيث نقل رؤيته لجماعة من الناس مجتمعة حول أحد الشيوخ الطاعنين في السن، وكان خراش بن عبد الله خادم أنس بن مالك، وهو يحدثهم ما سمعه من الأحاديث، وبين يديه من يكتب، قال أبو سعيد: فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا " أسفل نعلي " انتهى. هكذا عبارة مبتورة مشوهة.
غير أن الصحيح ما نقله ابن حجر في لسان الميزان (2: 229) عند ترجمته للمذكور نفسه، حيث نقل عين العبارة المتقدمة - وعن الخطيب البغدادي نفسه - ولكن بشكل مغاير مختلف، حيث روى: وقال الخطيب: أخبرنا محمود بن محمد العكبري... قال أبو سعيد: فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في " فضل علي "!! وأورد قبلها جملة من هذه الروايات (19).

(١٧) أنظر: البداية والنهاية ٨: ١٤، والغريب في الأمر أن هذا السؤال نقلته المصادر عن عبد الله بن جندب، وكان في حقيقته بهذا الشكل: قلت له [أي عبد الله] لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين، إن فقدناك فلا نفقدك، فنبايع الحسن؟
قال: نعم.
أنظر: المناقب - للخوارزمي -: ٢٧٨، وما يدل عليه: الأغاني ١٢:
٣٢٨، فجاءت النقل وجعلت محل " نعم " إما " لا " أو " لا آمركم ولا أنهاكم ".
(١٨) الكتاب طبعته ونشرته المكتبة السلفية في المدينة المنورة.
(١٩) أقول: ما ذكرته لا يعدو غيضا من فيض، فيمكن للباحث أن يحقق في كتب الفضائل التي نقلت قبل مئات السنين جملة وافرة من فضائل أهل البيت عليهم السلام ومن مصادر معروفة مشهورة، غير أنه بعد أن أعيد طبع هذه المصادر - بحجة التحقيق أو النشر - أسقطت الكثير من هذه الأحاديث بصلافة غريبة وتجرأ عجيب، والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة، ومثال على ذلك ما وجدته عند تتبع بعض ما نقله ابن الصباغ في فصوله المهمة من روايات في فضائل أهل البيت عليهم السلام ومن كتب معروفة أمثال: مسند أبي داود الطيالسي وغيره، تبين لي عند مراجعتي لها أنها غير موجودة!!
ومثل ذلك في تفسير الطبري (9: 121) حيث أبدلت عبارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي أشار بها إلى علي عليه السلام: أن هذا أخي، ووصيي وخليفتي من بعدي، أبدلت بعبارة: أن هذا أخي، وكذا، وكذا!!
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»