أخبار السيد الحميري - المرزباني الخراساني - الصفحة ١٦٠
وقتلوا أولاده بعده * كل لكل في الأذى يتبع (1) فسمعت نحيبا من وراء الستور ونساء تبكين فجعل يقول: شكرا لك با إسماعيل قولك، فقلت له: يا مولاي إنه يشرب نبيذ الرساتيق فقال: يلحق مثله التوبة ولا يكبر على الله أن يغفر الذنوب لمحبنا ومادحنا (2).

(١) هذه القصيدة تقع في ٥٤ بيتا وتعتبر من أمهات القصائد المذهبية وتجدها في كتب الفريقين، وقد شرح العينية هذه جمع من أعلام الطايفة وخمسها جمع من العلماء والأدباء كما في الغدير ٢: ٢٢٣، والذريعة ١٤: ٩.
(٢) وذكر القصة أيضا الكشي في رجاله ص ١٨٤، وأعيان الشيعة ١٢: ١٦٦، مجالس المؤمنين ٢: ٥١١، قاموس الرجال ٢: ٦٦، ٧٠، الغدير ٢: ٢٢١، بحار الأنوار ١١: ١٥٠.
وبقية القصيدة هي كما في البحار 11 ص 203:
تروح عنه الطير وحشية * والأسد من خيفته تفزع برسم دار ما بها مؤنس * إلا صلال في الثرى وقع رقس يخاف الموت نفثاتها * والسم في أنيابها منقع لما وقفن العيس في رسمها * والعين من عرفانه تدمع ذكرت من قد كنت ألهو به * فبت والقلب شج موجع فإن بالنار لما شفنى * من حب أروى كبدي تلذع إذا توفيت وفارقتنا * وفيهم في الملك من يطمع وفي الذي قال بيان لمن * كان إذا يعقل أو يسمع يقول والأملاك من حوله * والله فيهم شاهد يسمع فاتهموه وحنت منهم * على خلاف الصادق الأضلع وضل قوم غاظهم فعله * كأنما آنافهم تجدع حتى إذا واروه في قبره * وانصرفوا عن دفنه ضيعوا ما قال بالأمس وأوصى به * واشتروا الضر بما ينفع وقطعوا أرحامه بعده * فسوف يجزون بما قطعوا وأزمعوا غدرا بمولاهم * تبا لما كان به أزمعوا لا هم عليه بردوا حوضه * غدا ولا هو فيهم يشفع حوض له ما بين صنعا إلى * إيلة أرض الشام أو أوسع ينصب فيه علم للهدى * والحوض من ماء له متسرع يفيض من رحمته كوثر * أبيض كالفضة أو أنصع حصاه ياقوت ومرجانة * ولؤلؤ لم تجنه إصبع بطحاؤه مسك وحافاته * يهتز منها مونق مربع أخضر ما دون الورى ناضر * وفاقع أصفر أو أنصع فيه أباريق وقدحانه * يذب عنها الرجل الأصلع يذب عنها ابن أبي طالب * ذبا كجربا إبل شرع والعطر والريحان أنواعه * ذاك وقد هبت به زعزع ريح من الجنة مأمورة * ذاهبة ليس لها مرجع إذا دنوا منه لكي يشربوا * قيل لهم تبا لكم فارجعوا دونكم فالتمسوا منهلا * يرويكم أو مطعما يشبع هذا لمن والى بني أحمد * ولم يكن غيرهم يتبع فالفوز للشارب من حوضه * والويل والذل لمن يمنع والناس يوم الحشر راياتهم * خمس فمنها هالك أربع فراية العجل وفرعونها * وسامري الأمة المشنع وراية يقدمها أدلم * عبد لئيم لكع الكوع وراية يقدمها حبتر * للزور والبهتان قد أبدعوا وراية يقدمها نعثل * لا برد الله له مضجع أربعة في سقر أودعوا * ليس لها من قعرها مطلع وراية يقدمها حيدر * ووجهه كالشمس إذ تطلع غدا يلاقي المصطفى حيدر * راية الحمد له ترفع مولى له الجنة مأمورة * والنار من إجلاله تفزع إمام صدق وله شيعة * يرووا من الحوض ولم يمنعوا بذاك جاء الوحي من ربنا * يا شيعة الحق فلا تجزعوا (الحميري) مادحكم لم يزل * ولو يقطع إصبع إصبع وبعدها صلوا على المصطفى * وصنوه حيدرة الأصلع
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»