ترجمة الإمام الحسين (ع) - من طبقات ابن سعد - الصفحة ٣٤
فكان يسبه.
فقيل: يا حسن، ألا تسمع ما يقول هذا؟! فجعل لا يرد [39 / ب] شيئا.
قال: وكان الحسن يجئ يوم الجمعة فيدخل في حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقعد فيها فإذا قضيت الخطبة خرج فصلى ثم رجع إلى أهله.
قال: فلم يرض بذلك حتى أهداه له في بيته، قال: فأنا لعنده إذ قيل:
فلان بالباب، قال: إئذن له، فوالله إني لأظنه قد جاء بشر، فأذن له فدخل فقال:
يا حسن، إني قد جئتك من عند سلطان وجئتك بعزمه، قال: تكلم.
قال: أرسل مروان بعلي وبعلي وبعلي وبك وبك وبك وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة! يقال لها: من أبوك؟ فتقول: أمي الفرس.
قال: إرجع إليه فقل له: إني والله لا أمحو عنك شيئا مما قلت بأن أسبك ولكن موعدي وموعدك الله، فإن كنت صادقا فجزاك الله بصدقك، وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة، وقد كرم الله جدي أن يكون مثله - أو قال:
مثلي - مثل البغلة.
فخرج الرجل فلما كان في الحجرة لقي الحسين فقال له: يا فلان، ما جئت به؟ قال: جئت برسالة وقد أبلغتها، فقال: والله لتخبرني ما جئت [به] أو لآمرن بك فلتضربن حتى لا تدري متى رفع عنك، فقال: إرجع، فرجع فلما رآه الحسن قال: ارسله، قال: إني لا أستطيع، قال: لم؟ قال: إني قد حلفت، قال:
قد لج فأخبره، فقال: أكل فلان بظر أمه إن لم يبلغه عني ما أقول.
قل له: بك وبأبيك وبقومك، وإيه بيني وبينك أن تمسك [40 / أ] منكبيك من لعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فقال: وزاد (1).
228 - قال: أخبرنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله بن الوليد

(١) لعن الله الطريد ابن الطريد، لعن الله مروان وآل مروان، لعن الله من مهد لهم سب عترة الرسول _ صلى الله عليه وآله - ومكنهم من ذلك، لعن الله ظروفا قاسية ألجأت الكرام إلى مجابهة اللئام بمثل هذا الكلام.
(٢٢٨) رواه ابن عساكر برقم ١٩٢ عن ابن سعد، وفي أسد الغابة ١ / ٢١ عن مصعب الزبيري، وفي الإستيعاب ١ / ٣٩٧، وأورده سبط ابن الجوزي ص ٢٣٤، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / 169 عن محمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الوهاب عن يعلى، والذهبي في تلخيصه.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»