ترجمة الإمام الحسن (ع) - من طبقات ابن سعد - الصفحة ٩٣
ليس بفرار، وأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول في حسن:
اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه.
فقال مروان: والله إنك قد أكثرت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث فلا نسمع منك ما تقول، فهلم غيرك يعلم ما تقول.
قال: قلت: هذا أبو سعيد الخدري، فقال مروان: لقد ضاع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين لا يرويه إلا أنت وأبو سعيد الخدري، والله ما أبو سعيد الخدري يوم مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا غلام، ولقد جئت أنت من جبال دوس قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيسير، فاتق الله يا با هريرة، قال: قلت: نعم ما أوصيت به، وسكت عنه.
177 - قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، قال: سمعت أبا هريرة يومئذ يقول لمروان: والله ما أنت وال، وإن الوالي لغيرك فدعه، ولكنك تدخل في ما لا يعنيك، إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك.
قال: فأقبل عليه مروان مغضبا فقال له: يا با هريرة، إن الناس قد قالوا:
أكثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث، وإنما قدم قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيسير!
فقال أبو هريرة: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر سنة سبع وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات، فأقمت معه حتى توفي - صلى الله عليه وسلم - أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه، وأنا والله يومئذ مقل وأصلي خلفه وأغزو وأحج معه، فكنت والله أعلم الناس بحديثه، قد والله سبقني قوم لصحبته والهجرة من قريش والأنصار فكانوا يعرفون لزومي له فيسألوني عن حديثه، منهم عمر بن الخطاب - وهدي عمر هدي عمر -، ومنهم عثمان وعلي!
والزبير وطلحة.
ولا والله لا يخفى علي كل حدث كان بالمدينة، وكل من أحب الله ورسوله، وكل من كانت له عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلة، وكل
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 » »»