مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ١٠٧
قيل معناه أنفقتم طيبات ما رزقتم في شهواتكم وفي ملاذ الدنيا ولم تنفقوها في مرضاة الله. وأءذهبتم بهمزة الاستفهام وآءذهبتم بألف بين الهمزتين.
قوله: (إن الحسنات يذهبن السيئات) [11 / 114] قيل في معناه إن الصلوات الخمس يكفرن ما بينهن، يؤيده ما روي في سبب نزول هذه الآية ان رجلا من الصحابة أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وآله فأخبر فأنزل الله تعالى (أقم الصلاة طر في النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات) فقال الرجل: إلي هذا. فقال: لجميع أمتي كلهم.
وفي الحديث: " صلاة الليل تذهب بما عمل به في النهار " (1) أي تمحوه.
وفي حديث نزح البئر: " حتى يذهب الريح " (2) يقرأ بالمجهول، أي يذهب النزح بالرائحة.
وفيه " فليذهب الحسن يمينا وشمالا " كأنه كلام يقال في مقام التعجيز عن القيام بالفتيا، ويقال هو كلام يستعمل في سعة التوجه يعني إن شاء يمضي جهة اليمين أو جهة الشمال ليس إلا ما قلناه.
والمذهب: هو الموضع الذي يتغوط فيه، مفعل من الذهاب، ومنه " كان أمير المؤمنين (ع) إذا أراد الحاجة وقف على باب المذهب فقال " الخ (3) أي باب الكنيف. ومنه " كان إذا أراد الغائط أبعد المذهب ".
و " الذهب " معروف، يؤنث فيقال هي الذهب الحمراء، ويقال إن التأنيث لغة أهل الحجاز وبها نزل القرآن، وقد يؤنث بالهاء فيقال " ذهبة ".
وقال الأزهري نقلا عنه: الذهب مذكر ولا يجوز تأنيثه إلا أن يجعل جمعا لذهبة ويجمع على " أذهاب " كسبب وأسباب و " ذهبان " كرغفان، والقطعة

(١) في من لا يحضر ج ١ ص ٢٩٩: " صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار ". (٢) الكافي ج ٣ ص ٥.
(3) من لا يحضر ج 1 ص 17.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575