مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٩٢
وكل أخل مفارقة أخوه لعمر أبيك إلا الفرقدان كأنه قال: " غير الفرقدين ". ثم قال:
وأصل " إلا " الاستثناء والصفة عارضة، وأصل " غير " صفة والاستثناء عارض، وقد تكون " إلا " بمنزلة الواو في العطف.
انتهى.
وقد جعلوا منه قوله تعالى: (لئلا يكون عليكم حجة إلا الذين ظلموا) وقوله: (ولا يخاف لدى المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء) أي ولا الذين ظلموا ولا من ظلم، وتأولهما الجمهور على الاستثناء المنقطع.
وفى التنزيل: (كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام) أي لكن الذين عاهدتم منهم عند المسجد الحرام ولم يظهر منهم نكث، كبني كنانة وبني ضمرة، فتربصوا أمرهم.
وفيه: (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قيل: انها ليست للاستثناء، إذ لو كانت له كانت المودة مسؤولة، وليس كذلك، بل المعنى: ولكن افعلوا المودة في القربى.
وفيه: (إلا من تولى وكفر) قال الشيخ أبو علي (ره): قرئ (ألا من تولى وكفر) بالتخفيف، على أن " ألا " للافتتاح، و " من " شرط وجوابه (فيعذبه).
(تنبيه) الاستثناء من النفي إثبات وبالعكس في المشهور. نص عليه جماعة، ودل عليه كلمة التوحيد، والقول بأنها شرعية لا لغوية باطل وقوله صلى الله عليه وآله: " لا صلاة إلا بطهور " و " لا نكاح إلا بولي " متأول: إما بأن المعنى: لا صلاة حاصلة إلا صلاة بطهور، أو لا صلاة تثبت بوجه من الوجوه إلا باقترانها بطهور.
وفي الحديث: " وإلا كانت نافلة " أي إن لم تصادف الامر على قصدته كانت الصلاة لك نافلة.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614