لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٦٧
هن، فهو كناية عن كل اسم جنس. وفي حديث سطيح: ثم تكون هنات وهنات أي شدائد وأمور عظام. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أنه دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، وفي البيت هنات من قرظ أي قطع متفرقة، وأنشد الآخر في هنوات:
لهنك من عبسية لوسيمة على هنوات كاذب من يقولها ويقال في النداء خاصة: يا هناه، بزيادة هاء في آخره تصير تاء في الوصل، معناه يا فلان، قال: وهي بدل من الواو التي في هنوك وهنوات، قال امرؤ القيس:
وقد رابني قولها: يا هنا ه، ويحك ألحقت شرها بشرا قال ابن بري في هذا الفصل من باب الألف اللينة: هذا وهم من الجوهري لأن هذه الهاء هاء السكت عند الأكثر، وعند بعضهم بدل من الواو التي هي لام الكلمة منزلة منزلة الحرف الأصلي، وإنما تلك الهاء التي في قولهم هنت التي تجمع هنات وهنوات، لأن العرب تقف عليها بالهاء فتقول هنه، وإذا وصلوها قالوا هنت فرجعت تاء، قال ابن سيده: وقال بعض النحويين في بيت امرئ القيس، قال: أصله هناو، فأبدل الهاء من الواو في هنوات وهنوك، لأن الهاء إذا قلت في باب شددت وقصصت فهي في باب سلس وقلق أجدر بالقلة فانضاف هذا إلى قولهم في معناه هنوك وهنوات، فقضينا بأنها بدل من الواو، ولو قال قائل إن الهاء في هناه إنما هي بدل من الألف المنقلبة من الواو الواقعة بعد ألف هناه، إذ أصله هناو ثم صار هناء، كما أن أصل عطاء عطاو ثم صار بعد القلب عطاء، فلما صار هناء والتقت ألفان كره اجتماع الساكنين فقلبت الألف الأخيرة هاء، فقالوا هناه، كما أبدل الجميع من ألف عطاء الثانية همزة لئلا يجتمع همزتان، لكان قولا قويا،، ولكان أيضا أشبه من أن يكون قلبت الواو في أول أحوالها هاء من وجهين: أحدهما أن من شريطة قلب الواو ألفا أن تقع طرفا بعد ألف زائدة وقد وقعت هنا كذلك، والآخر أن الهاء إلى الألف أقرب منها إلى الواو، بل هما في الطرفين، ألا ترى أن أبا الحسن ذهب إلى أن الهاء مع الألف من موضع واحد، لقرب ما بينهما، فقلب الألف هاء أقرب من قلب الواو هاء؟ قال أبو علي: ذهب أحد علمائنا إلى أن الهاء من هناه إنما ألحقت لخفاء الألف كما تلحق بعد ألف الندبة في نحو وا زيداه، ثم شبهت بالهاء الأصلية فحركت فقالوا يا هناه. الجوهري:
هن، على وزن أخ، كلمة كنابة، ومعناه شئ، وأصله هنو. يقال: هذا هنك أي شبئك. والهن: الحر، وأنشد سيبويه:
رحت، وفي رجليك ما فيها، وقد بدا هنك من المئزر إنما سكنه للضرورة. وذهبت فهنيت: كناية عن فعلت من قولك هن، وهما هنوان، والجمع هنون، وربما جاء مشددا للضرورة في الشعر كما شددوا لوا، قال الشاعر:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة، وهني جاذ بين لهزمتي هن؟
وفي الحديث: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا أي قولوا له عض بأير أبيك. وفي حديث أبي ذر:
هن مثل الخشبة غير أني لا أكني يعني أنه أفصح باسمه، فيكون قد قال أير مثل الخشبة، فلما أراد أن يحكي كنى عنه. وقولهم: من يطل هن أبيه ينتطق به أي يتقوى بإخوته،
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست