لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٨٥
عمرو بن العلاء، فطرحهم التنوين من عمرو إنما هو لأن ابنا مضاف إلى العلم، فجرى مجرى قولك أبو عمرو بن بكر، ولو كان العلاء معرفا باللام لوجب ثبوت التنوين كما تثبته مع ما تعرف باللام، نحو جاءني أبو عمر وابن الغلام وأبو زيد ابن الرجل، وقد ذهب علاء وعلوا.
وعلا النهار واعتلى واستعلى: ارتفع. والعلو: العظمة والتجبر. وقال الحسن البصري ومسلم البطين في قوله تعالى: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، قال: العلو التكبر في الأرض، وقال الحسن: الفساد المعاصي، وقال مسلم: الفساد أخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فرعون علا في الأرض، جاء في التفسير أن معناه طغى في الأرض. يقال: علا فلان في الأرض إذا استكبر وطغى. وقوله تعالى: ولتعلن علوا كبيرا، معناه لتبغن ولتتعظمن. ويقال لكل متجبر: قد علا وتعظم. والله عز وجل هو العلي المتعالي العالي الأعلى ذو العلا والعلاء والمعالي، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا، هو الأعلى سبحانه بمعنى العالي، وتفسير تعالى جل ونبا عن كل ثناء فهو أعظم وأجل وأعلى مما يثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يقرب بعضها من بعض، فالعلي الشريف فعيل من علا يعلو، وهو بمعنى العالي، وهو الذي ليس فوقه شئ. ويقال: هو الذي علا الخلق فقهرهم بقدرته. وأما المتعالي: فهو الذي جل عن إفك المفترين وتنزه عن وساوس المتحيرين، وقد يكون المتعالي بمعنى العالي. والأعلى: هو الله الذي هو أعلى من كل عال واسمه الأعلى أي صفته أعلى الصفات، والعلاء: الشرف، وذو العلا:
صاحب الصفات العلا، والعلا: جمع العليا أي جمع الصفة العليا والكلمة العليا، ويكون العلى جمع الاسم الأعلى، وصفة الله العليا شهادة أن لا إله إلا الله، فهذه أعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شريك له، ولم يزل الله عليا عاليا متعاليا، تعالى الله عن إلحاد الملحدين، وهو العلي العظيم. وعلا في الجبل والمكان وعلى الدابة وكل شئ وعلاه علوا واستعلاه واعتلاه مثله، وتعلى أي علا في مهلة. وعلي، بالكسر، في المكارم والرفعة والشرف يعلى علاء، ويقال أيضا: علا، بالفتح، يعلى، قال رؤبة فجمع بين اللغتين: لما علا كعبك * عليت، دفعك دأداني وقد جويت (* قوله دأداني وقد جويت هكذا في الأصل.) قال ابن سيده: كذا أنشده يعقوب وأبو عبيد: علا كعبك، ووجهه عندي علا كعبك بي أي أعلاني، لان الهمزة والباء يتعاقبان، وحكى اللحياني علا في هذا المعنى.
ويقال: فلان تعلو عنه العين بمعنى تنبو عنه العين، وإذا نبا الشئ عن الشئ ولم يلصق به فقد علا عنه. وفي الحديث: تعلو عنه العين أي تنبو عنه ولا تلصق به، ومنه حديث النجاشي: وكانوا بهم أعلى عينا أي أبصر بهم وأعلم بحالهم. وفي حديث قيلة: لا يزال كعبك، عاليا أي لا تزالين شريفة مرتفعة على من يعاديك. وفي حديث حمنة بنت جحش: كانت تجلس في المركن ثم تخرج وهي عالية الدم أي يعلو دمها الماء. واعل على الوسادة أي اقعد عليها، وأعل عنها أي انزل عنها، أنشد أبو بكر الإيادي لامرأة من العرب عنن عنها زوجها:
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست