لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٨٧
بعد ألف زائدة قلبت ألفا، ثم قلبت تلك الألف همزة كما قلنا في أبناء وأسماء وأعداء، وإن جمعها على أفعل قال في جمعها أو، وأصلها أووو، فلما وقعت الواو طرفا مضموما ما قبلها أبدل من بالضمة كسرة ومن الواو ياء، وقال أو كأدل وأحق، ومن كانت ألف واو عنده من ياء قال إذا جمعها على أفعال أياء، وأصلها عنده أو ياء، فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الواو بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء التي بعدها، فصارت أياء كما ترى، وإن جمعها على أفعل قال أي وأصلها أويو، فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الواو بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الأولى في الثانية فصارت أيو، فلما وقعت الواو طرفا مضموما ما قبلها أبدلت من الضمة كسرة ومن الواو ياء، على ما ذكرناه الآن، فصار التقدير أييي فلما اجتمعت ثلاث ياءات، والوسطى منهن مكسورة، حذفت الياء الأخيرة كما حذفت في تحقير أحوى أحي وأعيا أعي، فكذلك قلت أنت أيضا أي كأدل. وحكى ثعلب أن بعضهم يقول: أويت واوا حسنة، يجعل الواو الأولى همزة لاجتماع الواوات. قال ابن جني: وتبدل الواو من الباء في القسم لأمرين:
أحدهما مضارعتها إياها لفظا، والآخر مضارعتها إياها معنى، أما اللفظ فلأن الباء من الشفة كما أن الواو كذلك، وأما المعنى فلأن الباء للإلصاق والواو للاجتماع، والشئ إذا لاصق الشئ فقد اجتمع معه. قال الكسائي: ما كان من الحروف على ثلاثة أحرف وسطه ألف ففي فعله لغتان الواو والياء كقولك دولت دالا وقوفت قافا أي كتبتها، إلا الواو فإنها بالياء لا غير لكثرة الواوات، تقول فيها وييت واوا حسنة، وغير الكسائي يقول: أويت أو وويت، وقال الكسائي: تقول العرب كلمة مؤواة مثل معواة أي مبنية من بنات الواو، وقال غيره: كلمة موياة من بنات الواو، وكلمة ميواة من بنات الياء، وإذا صغرت الواو قلت أوية.
ويقال: هذه قصيدة واوية إذا كانت على الواو، قال الخليل: وجدت كل واو وياء في الهجاء لا تعتمد على شئ بعدها ترجع في التصريف إلى الياء نحو يا وفا وطا ونحوه، والله أعلم. التهذيب: الواو (* قوله التهذيب الواو إلخ كذا بالأصل.) معناها في العطف وغيره فعل الألف مهموزة وساكنة فعل الياء. الجوهري: الواو من حروف العطف تجمع الشيئين ولا تدل على الترتيب، ويدخل عليها ألف الاستفهام كقوله تعالى: أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل، كما تقول أفعجبتم، وقد تكون بمعنى مع لما بينهما من المناسبة لأن مع للمصاحبة كقول النبي، صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار إلى السبابة والإبهام، أي مع الساعة، قال ابن بري: صوابه وأشار إلى السبابة والوسطى، قال: وكذلك جاء في الحديث، وقد تكون الواو للحال كقولهم:
قمت وأصك وجهه أي قمت صاكا وجهه، وكقولك: قمت والناس قعود، وقد يقسم بها تقول: والله لقد كان كذا، وهو بدل من الباء وإنما أبدل منه لقربه منه في المخرج إذ كان من حروف الشفة، ولا يتجاوز الأسماء المظهرة نحو والله وحياتك وأبيك، وقد تكون الواو ضمير جماعة المذكر في قولك فعلوا ويفعلون وافعلوا، وقد تكون الواو زائدة، قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو قولهم ربنا ولك الحمد فقال: يقول الرجل للرجل بعني هذا الثوب فيقول وهو لك وأظنه أراد هو لك،
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»
الفهرست