لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٠٢
حد السيف إذا لم يقطع.
ونبت صورته: قبحت فلم تقبلها العين. ونبا به منزله: لم يوافقه، وكذلك فراشه، قال:
وإذا نبا بك منزل فتحول ونبت بي تلك الأرض أي لم أجد بها قرارا. ونبا فلان عن فلان:
لم ينقد له. وفي حديث طلحة: قال لعمر أنت ولي ما وليت لا ننبو في يديك أي ننقاد لك ولا نمتنع عما تريد منا. ونبا جنبي عن الفراش: لم يطمئن عليه. التهذيب: نبا الشئ عني ينبو أي تجافى وتباعد. وأنبيته أنا أي دفعته عن نفسي. وفي المثل:
الصدق ينبي عنك لا الوعيد أي أن الصدق يدفع عنك الغائلة في الحرب دون التهديد. قال أبو عبيد: هو ينبي، بغير همز، قال ساعدة بن جؤية:
صب اللهيف لها السبوب بطغية تنبي العقاب، كما يلط المجنب ويقال: أصله الهمز من الإنباء أي أن الفعل يخبر عن حقيقتك لا القول. ونبا السهم عن الهدف نبوا: قصر. ونبا عن الشئ نبوا ونبوة: زايله، وإذا لم يستمكن السرج أو الرحل من الظهر قيل نبا، وأنشد:
عذافر ينبو بأحنا القتب ابن بزرج: أكل الرجل أكلة إن أصبح منها لنابيا، ولقد نبوت من أكلة أكلتها بقول سمنت منها، وأكل أكلة ظهر منها ظهرة أي سمن منها. ونبا بي فلان نبوا إذا جفاني. ويقال: فلان لا ينبو في يديك إن سألته أي لا يمنعك.
ابن الأعرابي: والنابية القوس التي نبت عن وترها أي تجافت.
والنبوة: الجفوة. والنبوة: الإقامة. والنبوة:
الارتفاع. ابن سيده: النبو العلو والارتفاع، وقد نبا.
والنبوة والنباوة والنبي: ما ارتفع من الأرض. وفي الحديث:
فأتي بثلاثة قرصة فوضعت على نبي أي على شئ مرتفع من الأرض، من النباوة والنبوة الشرف المرتفع من الأرض، ومنه الحديث:
لا تصلوا على النبي أي على الأرض المرتفعة المحدودبة.
والنبي: العلم من أعلام الأرض التي يهتدى بها. قال بعضهم: ومنه اشتقاق النبي لأنه أرفع خلق الله، وذلك لأنه يهتدي به، وقد تقدم ذكر النبي في الهمز، وهم أهل بيت النبوة. ابن السكيت: النبي هو الذي أنبأ عن الله، فترك همزه، قال: وإن أخذت النبي من النبوة والنباوة، وهي الارتفاع من الأرض، لارتفاع قدره ولأنه شرف على سائر الخلق، فأصله غير الهمز، وهو فعيل بمعنى مفعول، وتصغيره نبي، والجمع أنبياء، وأما قول أوس ابن حجر يرثي فضالة بن كلدة الأسدي:
على السيد الصعب، لو أنه يقوم على ذروة الصاقب، لأصبح رتما دقاق الحصى، مكان النبي من الكاثب قال: النبي المكان المرتفع، والكاثب: الرمل المجتمع، وقيل:
النبي ما نبا من الحجارة إذا نجلتها الحوافر، ويقال:
الكاثب جبل وحوله رواب يقال لها النبي، الواحد ناب مثل غاز وغزي، يقول: لو قام فضالة على الصاقب، وهو جبل، لذ لله وتسهل له حتى يصير كالرمل الذي
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست