لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٨٤
قال ابن سيده: هذا قول سيبويه، قال: وزدته أنا بيانا، قال: وقد قالوا القصوى فأجروها على الأصل لأنها قد تكون صفة بالألف واللام. وفي التنزيل: إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى، قال الفراء: الدنيا مما يلي المدينة والقصوى مما يلي مكة.
قال ابن السكيت: ما كان من النعوت مثل العليا والدنيا فإنه يأتي بضم أوله وبالياء لأنهم يستثقلون الواو مع ضمة أوله، فليس فيه اختلاف إلا أن أهل الحجاز قالوا القصوى، فأظهروا الواو وهو نادر وأخرجوه على القياس، إذ سكن ما قبل الواو، وتميم وغيرهم يقولون القصيا، وقال ثعلب: القصوى والقصيا طرف الوادي، فالقصوى على قول ثعلب من قوله تعالى بالعدوة القصوى، بدل. والقاصي والقاصية والقصي والقصية من الناس والمواضع: المتنحي البعيد. والقصوى والأقصى كالأكبر والكبرى. وفي الحديث: أن الشيطان ذئب الإنسان يأخذ القاصية والشاذة، القاصية: المنفردة عن القطيع البعيدة منه، يريد أن الشيطان يتسلط على الخارج من الجماعة وأهل السنة. وأقصى الرجل يقصيه: باعده. وهلم أقاصك يعني أينا أبعد من الشر. وقاصيته فقصوته وقاصاني فقصوته.
والقصا: فناء الدار، يمد ويقصر. وحطني القصا أي تباعد عني، قال بشر بن أبي خازم:
فحاطونا القصا، ولقد رأونا قريبا، حيث يستمع السرار والقصا يمد ويقصر، ويروى:
فحاطونا القصاء وقد رأونا ومعنى حاطونا القصاء أي تباعدوا عنا وهم حولنا، وما كنا بالبعد منهم لو أرادوا أن يدنوا منا، وتوجيه ما ذكره ابن السكيت من كتاب النجو أن يكون القصاء بالمد مصدر قصا يقصو قصاء مثل بدا يبدو بداء، وأما القصا بالقصر فهو مصدر قصي عن جوارنا قصا إذا بعد. ويقال أيضا: قصي الشئ قصا وقصاء. والقصا: النسب البعيد، مقصور.
والقصا: الناحية. والقصاة: البعد (* قوله والقصاة البعد كذا في الأصل، ولم نجده في غيره، ولعله القصاء.) والناحية، وكذلك القصا. يقال:
قصي فلان عن جوارنا، بالكسر، يقصى قصا، وأقصيته أنا فهو مقصى، ولا تقل مقصي. وقال الكسائي: لأحوطنك القصا ولأغزونك القصا، كلاهما بالقصر، أي أدعك فلا أقربك. التهذيب: يقال حاطهم القصا، مقصور، يعني كان في طرتهم لا يأتيهم. وحاطهم القصا أي حاطهم من بعيد وهو يتبصرهم ويتحرز منهم. ويقال: ذهبت قصا فلان أي ناحيته، وكنت منه في قاصيته أي ناحيته.
ويقال: هلم أقاصك أينا أبعد من الشر. ويقال: نزلنا منزلا لا تقصيه الإبل أي لا تبلغ أقصاه. وتقصيت الأمر واستقصيته واستقصى فلان في المسألة وتقصى بمعنى.
قال اللحياني: وحكى القناني قصيت أظفاري، بالتشديد، بمعنى قصصت فقال الكسائي أظنه أراد أخذ من قاصيتها، ولم يحمله الكسائي على محول التضعيف كما حمله أبو عبيد عن ابن قنان، وقد ذكر في حرف الصاد أنه من محول التضعيف، وقيل: يقال إن ولد لك ابن فقصي أذنيه أي احذفي منهما. قال ابن بري: الأمر من قصى قص، وللمؤنث قصي، كما تقول خل عنها وخلي. والقصا: حذف في طرف أذن الناقة والشاة، مقصور، يكتب بالألف
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست