لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٧٨
والجمال أنبأته بصحة قولهم، وهذا تناه في تصحيح الخبر أي لو سألتها لأنطقها الله بصدقنا فكيف لو سألت ممن عادته الجواب؟ والجمع قرى. وقوله تعالى: وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة، قال الزجاج: القرى المبارك فيها بيت المقدس، وقيل: الشام، وكان بين سبإ والشام قرى متصلة فكانوا لا يحتاجون من وادي سبإ إلى الشام إلى زاد، وهذا عطف على قوله تعالى: لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان وجعلنا بينهم. والنسب إلى قرية قرئي، في قول أبي عمرو، وقروي، في قول يونس. وقول بعضهم: ما رأيت قرويا أفصح من الحجاج إنما نسبه إلى القرية التي هي المصر، وقول الشاعر أنشده ثعلب:
رمتني بسهم ريشه قروية، وفوقاه سمن والنضي سويق فسره فقال: القروية التمرة.
قال ابن سيده: وعندي أنها منسوبة إلى القرية التي هي المصر، أو إلى وادي القرى، ومعنى البيت أن هذه المرأة أطعمته هذا السمن بالسويق والتمر.
وأم القرى: مكة، شرفها الله تعالى، لأن أهل القرى يؤمونها أي يقصدونها. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أنه أتي بضب فلم يأكله وقال إنه قروي أي من أهل القرى، يعني إنما يأكله أهل القرى والبوادي والضياع دون أهل المدن. قال: والقروي منسوب إلى القرية على غير قياس، وهو مذهب يونس، والقياس قرئي. والقريتين، في قوله تعالى: رجل من القريتين عظيم، مكة والطائف. وقرية النمل: ما تجمعه من التراب، والجمع قرى، وقول أبي النجم:
وأتت النمل القرى بعيرها، من حسك التلع ومن خافورها والقارية والقاراة: الحاضرة الجامعة. ويقال: أهل القارية للحاضرة، وأهل البادية لأهل البدو. وجاءني كل قار وباد أي الذي ينزل القرية والبادية. وأقريت الجل على ظهر الفرس أي ألزمته إياه. والبعير يقري العلف في شدقه أي يجمعه. والقري: جبي الماء في الحوض. وقريت الماء في الحوض قريا وقرى (* قوله وقرى كذا ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب بالكسر كما ترى، وأطلق المجد فضبط بالفتح.):
جمعته. وقال في التهذيب: ويجوز في الشعر قرى فجعله في الشعر خاصة، واسم ذلك الماء القرى، بالكسر والقصر، وكذلك ما قرى الضيف قرى.
والمقراة: الحوض العظيم يجتمع فيه الماء، وقيل: المقراة والمقري ما اجتمع فيه الماء من حوض وغيره. والمقراة والمقري: إناء يجمع فيه الماء. وفي التهذيب: المقرى الإناء العظيم يشرب به الماء.
والمقراة: الموضع الذي يقرى فيه الماء. والمقراة: شبه حوض ضخم يقرى فيه من البئر ثم يفرغ في المقراة، وجمعها المقاري. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ما ولي أحد إلا حامى على قرابته وقرى في عيبته أي جمع، يقال: قرى الشئ يقريه قريا إذا جمعه، يريد أنه خان في عمله. وفي حديث هاجر، عليها السلام، حين فجر الله لها زمزم: فقرت في سقاء أو شنة كانت معها. وفي حديث مرة بن شراحيل: أنه عوتب في ترك الجمعة فقال إن بي جرحا يقري وربما ارفض في إزاري، أي يجمع المدة وينفجر. الجوهري:
والمقراة المسيل وهو الموضع الذي يجتمع فيه ماء المطر من
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست