لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٦٣
أراد تنتأ فأبدل الهمزة إبدالا صحيحا، وهي الفلاية من فلي الرأس. والتفلي: التكلف لذلك، قال: إذا أتت جاراتها تفلى، تريك أشغى قلحا أفلا وفليت رأسه من القمل وتفالى هو واستفلى رأسه أي اشتهى أن يفلى. وفي حديث معاوية: قال لسعيد بن العاص دعه عنك فقد فليته فلي الصلع، هو من فلي الشعر وأخذ القمل منه، يعني أن الأصلع لا شعر له فيحتاج أن يفلى. التهذيب: والحطا (* قوله والحطا كذا بالأصل، ولعله الحظى القمل، واحدته حظاة ويكون مقدما من تأخير، والأصل. والنساء يقال لهن الفاليات الحظى والفوالي. وأما الحطا فمعناه عظام القمل، وراجع التهذيب فليست هذه المادة منه عندنا.) والنساء يقال لهن الفاليات والفوالي، قال عمرو بن معديكرب:
تراه كالثغام يعل مسكا يسوء الفاليات، إذا فليني أراد فلينني بنونين فحذف إحداهما استثقالا للجمع بينهما، قال الأخفش: حذفت النون الأخيرة لأن هذه النون وقاية للفعل وليست باسم، فأما النون الأولى فلا يجوز طرحها لأنها الاسم المضمر، وقال أبو حية النميري:
أبالموت الذي لا بد أني ملاق، لا أباك، تخوفيني؟
أراد تخوفينني فحذف، وعلى هذا قرأ بعض القراء: فبم تبشرون، فأذهب إحدى النونين استثقالا، كما قالوا ما أحست منهم أحدا فألقوا إحدى السينين استثقالا، فهذا أجدر أن يستثقل لأنهما جميعا متحركان. وتفالت الحمر: احتكت كأن بعضها يفلي بعضا.
التهذيب: وإذا رأيت الحمر كأنها تتحاك دفقا فإنها تتفالى، قال ذو الرمة:
ظلت تفالى، وظل الجون مصطخما، كأنه عن سرار الأرض محجوم ويروى: عن تناهي الروض. وفلى رأسه بالسيف فليا: ضربه وقطعه، واستفلاه: تعرض لذلك منه. قال أبو عبيد: فلوت رأسه بالسيف وفليته إذا ضربت رأسه، قال الشاعر:
أما تراني رابط الجنان أفليه بالسيف، إذا استفلاني؟
ابن الأعرابي: فلى إذا قطع، وفلي إذا انقطع. وفلوته بالسيف فلوا وفليته: ضربت به رأسه، وأنشد ابن بري:
نخاطبهم بألسنة المنايا، ونفلي الهام بالبيض الذكور وقال آخر:
أفليه بالسيف إذا استفلاني، أجيبه: لبيك، إذ دعاني وفلت الدابة فلوها وأفلته، وفلت أحسن وأكثر، وأنشد بيت عدي بن زيد:
قد أفلين أمهارا ابن الأعرابي: فلا الرجل إذا سافر، وفلا إذا عقل بعد جهل، وفلا إذا قطع. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: امر الدم بما كان قاطعا من ليطة فالية أي قصبة وشقة قاطعة. قال: والسكين يقال لها الفالية. ومرى دم نسيكته إذا استخرجه. وفليت الشعر إذا تدبرته واستخرجت معانيه وغريبه، عن ابن السكيت. وفليت الأمر إذا تأملت وجوهه
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست