لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٨٧
وقد يتصور فاعله عند الناس بصورة من إحدى رجليه أقصر من الأخرى. الجوهري: أما الذي حفي من كثرة المشي أي رقت قدمه أو حافره فإنه حف بين الحفا، مقصور، والذي يمشي بلا خف ولا نعل: حاف بين الحفاء، بالمد. الزجاج:
الحفا، مقصور، أن يكثر عليه المشي حتى يؤلمه المشي، قال:
والحفاء، ممدود، أن يمشي الرجل بغير نعل، حاف بين الحفاء، ممدود، وحف بين الحفا، مقصور، إذا رق حافره. وأحفى الرجل: حفى ت دابته. وحفي بالرجل حفاوة وحفاوة وحفاية وتحفى به واحتفى:
بالغ في إكرامه. وتحفى إليه في الوصية: بالغ. الأصمعي: حفيت إليه في الوصية وتحفيت به تحفيا، وهو المبالغة في إكرامه.
وحفيت إليه بالوصية أي بالغت. وحفي الله بك: في معنى أكرمك الله.
وأنا به حفي أي بر مبالغ في الكرامة. والتحفي: الكلام واللقاء الحسن. وقال الزجاج في قوله تعالى: إنه كان بي حفيا، معناه لطيفا. ويقال: قد حفي فلان بفلان حفوة إذا بره وألطفه. وقال الليث: الحفي هو اللطيف بك يبرك ويلطفك ويحتفي بك. وقال الأصمعي: حفي فلان بفلان يحفى به حفاوة إذا قام في حاجته وأحسن مثواه. وحفا الله به حفوا: أكرمه. وحفا شاربه حفوا وأحفاه: بالغ في أخذه وألزق حزه. وفي الحديث: أنه، عليه الصلاة والسلام، أمر أن تحفى الشوارب وتعفى اللحى أي يبالغ في قصها. وفي التهذيب: أنه أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى.
الأصمعي: أحفى شاربه ورأسه إذا ألزق حزه، قال: ويقال في قول فلان إحفاء، وذلك إذا ألزق بك ما تكره وألح في مساءتك كما يحفى الشئ أي ينتقص. وفي الحديث: إن الله يقول لآدم، عليه السلام:
أخرج نصيب جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب كم؟
فيقول: من كل مائة تسعة وتسعين، فقالوا: يا رسول الله احتفينا إذا فماذا يبقى؟ أي استؤصلنا، من إحفاء الشعر. وكل شئ استؤصل فقد احتفي. ومنه حديث الفتح: أن يحصدوهم حصدا، وأحفى بيده أي أمالها وصفا للحصد والمبالغة في القتل.
وحفاه من كل خير يحفوه حفوا: منعه. وحفاه حفوا:
أعطاه. وأحفاه: ألح عليه في المسألة. وأحفى السؤال: ردده.
الليث: أحفى فلان فلانا إذا برح به في الإلحاف عليه أو سأله فأكثر عليه في الطلب. الأزهري: الإحفاء في المسألة مثل الإلحاف سواء وهو الإلحاح. ابن الأعرابي: الحفو المنع، يقال: أتاني فحفوته أي حرمته، ويقال: حفا فلان فلانا من كل خير يحفوه إذا منعه من كل خير. وعطس رجل عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فوق ثلاث فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: حفوت، يقول منعتنا أن نشمتك بعد الثلاث لأنه إنما يشمت في الأولى والثانية، ومن رواه حقوت فمعناه سددت علينا الأمر حتى قطعتنا، مأخوذ من الحقو لأنه يقطع البطن ويشد الظهر. وفي حديث خليفة:
كتبت إلى ابن عباس أن يكتب إلي ويحفي عني أي يمسك عني بعض ما عنده مما لا أحتمله، وإن حمل الإحفاء بمعنى المبالغة فيكون عني بمعنى علي، وقيل: هو بمعنى المبالغة في البر به والنصيحة له، وروي بالخاء المعجمة.
وفي الحديث: أن رجلا سلم على بعض السلف فقال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الزاكيات،
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست